للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل إلى هراة، من بلاد خراسان، وقرأ هناك على العلّامة حفيد السعد التّفتازاني «حواشي شرح العضد» للسيد الشريف، ثم عاد إلى الرّوم في أواخر دولة السلطان سليم، فأنعم عليه بمدرسة علي بك بأدرنة إلى أن وصل إلى إحدى الثمان، ثم ولّاه قضاء بروسا، ثم ولّاه السلطان سليمان قضاء القسطنطينية، وبعد يومين جعله قاضيا بالعسكر الأناضولي، ثم عيّن له كل يوم مائة عثماني بطريق التقاعد، ثم صرف جميع ما في يده في وجوه الخيرات، وبنى مكتبين ومدرسة، ووقف جميع كتبه على العلماء بأدرنة، وكان عنده جارية، فأعتقها وزوّجها من رجل صالح، ثم ارتحل إلى مكة المشرّفة، وانفرد بها عن الأهل والمال والولد، واشتغل بالعبادة إلى أن توفي.

وفيها فخر الدّين أبو النّور عثمان بن شمس الآمدي ثم الدمشقي [١] الحنفي الإمام العلّامة المفنّن الخطيب.

ولي خطابة السليمية بصالحية دمشق، ومشيخة الجقمقية بالقرب من جامع الأموي، ودرّس بالجامع المذكور، وكان ساكنا يجيد تدريس المعقولات، وله يد طولى في علم النّغمة، وله كتابة حسنة، وحوى كتبا نفيسة.

وتوفي يوم الاثنين ثاني عشري ربيع الأول وهو في حدود السبعين، ودفن في طرف تربة باب الفراديس الشمالي.

وفيها نور الدّين علي الشّوني [٢] الشافعي الصّالح المجمع على جلالته وصلاحه، أول من عمل طريقة المحيا بالصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلم بمصر.

ولد بشوني- قرية بناحية طندتا من غربية مصر- ونشأ في الصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلم وهو صغير ببلده، ثم انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي، فأقام فيه مجلس الصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويومها، فكان يجلس في جماعة من


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٩٠) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢١٦- ٢١٩) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٧١- ١٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>