للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجدار ويخرج منه رجل يمرّضه ثم يذهب، فلما برئ من المرض قال له الرجل:

لا أجيء إليك بعد هذا.

وتوفي بمدينة بروسا.

وفيها محيي الدّين محمد إلياس الحنفي [١] أحد الموالي الرّومية، الشهير بجوي زاده، المولى العالم العلّامة.

قرأ على علماء عصره، ووصل إلى خدمة سعدي جلبي وبالي الأسود، وصار معيدا لدرسه، ثم تنقّل في المدارس حتى أعطي إحدى الثمان، ثم صار قاضيا بمصر، وعاد منها، وقد أعطي قضاء العساكر الأناضولية، ثم صار مفتيا بالقسطنطينية، ثم تقاعد عن [٢] الفتيا، وعيّن له كل يوم مائتا عثماني، وكان سبب عزله عن الفتوى انحراف الملك عليه بسبب إنكاره على الشيخ محيي الدّين [بن] العربي، ثم صار بعد التقاعد مدرّسا بإحدى الثمان، ثم قاضيا بالعساكر الروم إيلية [٣] ، وكان مرضي السيرة، محمود الطريقة، طارحا للتكلّف، متواضعا، مقبلا على الاشتغال بالعلم، مواظبا على الطاعات، مثابرا على العبادات، قوّالا بالحقّ، لا يخاف في الله لومة لائم، حافظا للقرآن العظيم، له يد طولى في الفقه، والتفسير، والأصول، ومشاركة في سائر العلوم، سيفا من سيوف الحقّ [٤] قاطعا، فاصلا بين الحقّ [٤] والباطل، حسنة من حسنات الأيام وله «تعليقات» ولكنها لم تشتهر.

مرض رحمه الله تعالى بعد صلاة العشاء فلم يمض نصف الليل حتّى مات.

وفيها المولى محمد بن عبد الأول التّبريزي [٥] أحد موالي الرّوم الحنفي.

رأى الجلال الدّواني وهو صغير، وقرأ على والده قاضي حنفية مدينة تبريز،


[١] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٦٥- ٢٦٦) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٨- ٢٩) .
[٢] في «ط» : «من» .
[٣] في «الكواكب السائرة» : «الرومتلية» .
[٤] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٥] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٨٩) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٣٩) و «معجم المؤلفين» (١/ ١٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>