للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسوف أدين قيس الشّام ضربا ... يطيّر من رؤوسهم الشّرارا [١]

قيل: أتي محمد الأمين بأسد فأطلقه، فقصد محمدا فاستتر منه بمرفقه ثم يده، فضربه في أصل أذنه، فخرّ الأسد ميتا، وزالت كل قصبة في يده من موضعها، وكان الأمين- رحمه الله- سبطا، أنزع، صغير العينين، جميلا، طويلا، بعيد ما بين المنكبين، ويكنّى أبا موسى، وقيل: أبا عبد الله. انتهى وفيها توفي في أول رجب شيخ الحجاز، وأحد الأعلام، أبو محمد سفيان بن عيينة الهلاليّ، مولاهم، الكوفيّ، الحافظ، نزيل مكّة، وله إحدى وتسعون سنة. سمع زياد بن علاقة، والزّهري، والكبار.

قال الشّافعيّ: لولا مالك، وابن عيينة لذهب علم الحجاز.

وقال ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير من ابن عيينة.

وقال أحمد العجلي: كان حديثه نحوا من سبعة آلاف حديث [و] لم يكن له كتب.

وقال بهز بن أسد [٢] : ما رأيت مثل ابن عيينة.

وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا أعلم بالسنن من ابن عيينة.

وقال ابن ناصر بالدّين: هو الإمام العلم محدّث الحرم. روى عنه الأعمش، وابن جريج، وشعبة، وهم من شيوخه، والشّافعيّ، وابن المبارك، وأحمد، وخلق.

قال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه.

وحجّ سفيان سبعين حجّة.


[١] البيتان الأول والثاني في «تاريخ الطبري» (٨/ ٤٩٩) .
[٢] في «العبر» (١/ ٣٢٦) : «فهر بن أسد» وهو خطأ فيصحّح فيه. وانظر «تهذيب الكمال» للمزّي (٤/ ٢٥٧) طبع مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>