للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثناء الله- عز وجلّ- على سليمان -عليه السلام - لفهمه الواقعة ووجه الحكم فيها (١) يؤكد أهمية تفسير الواقعة وتصورها لتوصيفها والحكم فيها.

كما أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على خالد بن الوليد -رضي الله عنه - قتله لبعض بني جذيمة؛ لعدم استفساره لهم عن مرادهم من كلمة مشكلة أطلقوها؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنه - أَنَّه قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أَنْ يقولوا أسلمنا، فقالوا: صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر ... فذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، مرتين" (٢)، فقد حمل خالد -رضي الله عنه - معنى قولهم: "صبأنا" على خروجهم من دين إلى دين غير الإِسلام، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر عليه الأخذ بهذا الظاهر قبل الاستفسار عن المراد به (٣)؛ قال ابن حجر (ت: ٨٥٢ هـ): "قوله: "اللَّهُمَّ إنِّي أبرأ إليك مما صنع خالد" يعني مِن قتلِه الذين قالوا: "صبأنا"ـ قبل أَنْ يستفسرهم عن مرادهم بذلك القول" (٤)، فدَلَّ على أَنّه لا بُدَّ من تفسير الواقعة


(١) أحكام القرآن لابن العربي ٣/ ٢٧٠، تبصرة الحكام ١/ ٢.
(٢) رواه البخاري (الفتح ٨/ ٥٦، ١٣/ ١٨١)، وهو برقم ٤٣٣٩، ورقم ٧١٨٩.
(٣) فتح الباري ٨/ ٥٦، ١٣/ ١٨١.
(٤) المرجع السابق ١٣/ ١٨٢، وانظر مزيدًا من الأدلة والأمثلة في: إعلام الموقعين ١/ ٣٥٠ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>