للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " فليبتلع " أمر من الابتلاع، البلع والابتلاع بمعنى، وإنما أمر في

التخلل برمي الخلالة، لأنها تنْتنُ بين الأسنان، فتصير مستقذرة، وروي

عن ابن عمر أن تركها توهن الأضراس. وفي اللوْك بالابتلاع؛ لأن رمي

اللقمة بعد لوكها إسراف وبشاعة للحاضرين.

قوله: " كثيباً من رمل " الكثيب: الرمل المستطيل المُحْدودب.

قوله: " فليستدبره " أي: فليستدبر الكثيب، أي: يجعله عند دبره.

قوله: " فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم " يعني: أن الشياطين تحضر

تلك الأمكنة وترصدها بالأذى والفساد؛ لأنها موضع يخلى منها ذكر الله

تعالى، وتكشف فيها العورات، وهو معنى قوله: " إن هذه الحشوش

محتضرة " (١) . وأمر بالتستر ما أمكن، وألا يكون قعوده في براح من

الأرض تقع عليه أبصار الناظرين، أو تهب الريح عليه، فيصيبه نشر

البول، فيلوث بدنه أو ثيابه، وكل ذلك من لعب الشيطان به، والمقاعد:

مواضع قعود الناس في الأسواق وغيرها، ولعب الشيطان بمقاعد بني آدم

كناية عن إيصاله الأذى والفساد إليهم.

قوله: " من فعل فقد أحسن ... " يعني: من فعل الاستدبار بالكثيب

ونحوه فقد أحسن فيه، ومن تركه فلا حرج عليه، وإنما قلنا هكذا لأن

التستر واجب، وكيف لا يكون/في تركه حرج؟ اللهم إلا إذا كان في

حالة لا يقدر فيها على التستر أصلاً، يكون حينئذ لا حرج عليه، ويكون

المعنى في هذه الصورة: ومن لم يفعل ذلك لأجل ضرورة لا حرج عليه،

فافهم، فإنه موضع دقيق.

ص- قال أبو داود: رواه أبو عاصم عن ثور. قال حصين الحمراني:

ورواه عبد الملك بن الصباح عن ثور فقال: أبو سعيد الخبر. قال أبو داود:

أبو سعيد الخير هو من أصحاب النبي- عليه السلام-.


(١) أبو داود: كتاب الطهارة، باب: ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (٦) ، ابن
ماجه: كتاب الطهارة، باب: ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (٢٩٦) من
حديث زيد بن أرقم.

<<  <  ج: ص:  >  >>