ش- الهمزة في " أو لكلكم " للاستفهام، و" ثوبان " مرفوع على
الابتداء، وخبره: قوله: " لكلكم ". واعلم أن اللفظ وإن كان لفظ الاستفهام، ولكن المعنى: الإخبار عما كان يعلمه عليه السلام من حالهم
من العدم وضيق الثياب، يقول: فإذ كنتم بهذه الصفة، وليس لكل
واحد منكم ثوبان والصلاة واجبة عليكم، فاعلموا أن الصلاة في الثوب
الواحد جائزة.
وهذا الحديث يدل على أن الصلاة في الثوب الواحد جائزة بلا كراهة،
ولا يعارضه قوله- عليه السلام-: " لا يصلي أحدكم في الثوب
الواحد " لان هذا النهي للتنزيه لا للتحريم. وقد روى ابن أبي شيبة، عن
وكيع، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حَارم، عن أبي هريرة قال:
رأيت سبعين من أهل الصفة يصلون في ثوب، فمنهم من يبلغ ركبتَيْه،
ومنهم من هو أسفل من ذلك، فإذا ركع قبض علي يخاف أن تبدو عورته.
وعن ابن وهب: صلاة الرجل في ثوب واحد رخصةٌ، وفي ثوبين
مأمور به.
وذكر عبد الرزاق عن ابن عُيَيْنة، عن عمرو، عن الحسن قال:
اختلف أبي بن كعب وابن مَسعود في الصلاة في ثوب واحد، فقال أبي:
لا بأس به. وقال ابن مَسْعود: إنما كان ذلك إذ كان النًاس لا يجدون
ثيابا، فأما إذا وجدوها فالصلاة في ثوبين، فقام عُمر- رضي الله عنه-
على المنبر فقال: الصواب ما قال أبي لا ما قال ابن مسعود. ورواه في
" المُصنف،- أيضاً- وحديث أبي هريرة: أخرجه البخاريّ /، ومسلم، [١/ ٢١٣ - ب] والنسائي، وابن ماجه.
٦٠٧- ص- نا مسدد: نا سفيان، عن أبي الزناد، من الأعرج، عن
أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصلي أحدُكم
في الثوب الواحد ليس على منكبيه منه شيء" (١) .
(١) البخاري: كتاب الصلاة، باب: إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على=