للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد بن نصر المروزي، وابن جرير الطبري، وابن المنذر، والربيع،

ومحمد بن عبد الحكم، وابن نُمير، وابن المديني، وابن معين، وابن

هارون في آخرين، وهو رواية أشهب، وابن وهب، وأبي المصعب

وغيرهم عن مالك، أنهُ كان يفعله ويُفتي به. وفي " تاريخ ابن عساكر "

بسند لا يحضرني الآن، عن أبي سلمة الأعرج القاص قال " أدركت ألفا

منَ الصحابة كلهم يرفع يدَيْه عند كل خفض ورفع. وقال أبو حنيفة

وأبو يوسف ومحمد وزفر ومالك في رواية ابن القاسم وهي المعمول بها

في المذهب: لا يرفع يدَيْه إلا في تكبيرة الإحرام خاصةً، وهو قول الثوري، وابن أبي ليلى، والنخعي، والشعبي، وغيرهم، واستدلوا

على ذلك بأحاديث وآثار، منها: ما رواه مسلم من حديث تميم بن

طرفة، عن جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله " " فقال: لا ما

لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة ".

واعترض علي البخاري في كتابه الذي وضعه في رفع اليدين بأن هذا كان

في التشهد لا في القيام، يُفسره رواية عبد الله ابن القبطية قال: سمعت

جابر بن سمرة يقول: كنا إذا صلينا خلف النبي- عليه السلام- قلنا:

السلام عليكم، السلام عليكم- وأشار بيده إلى الجانبين- فقال: " ما

بال هؤلاء يومئون بأيديهم كأنها أذناب خيل شُمُسِ؟ إنما يكفي أحدكم أن

يضع يده على فخذه، ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله ".

وهذا قول معروف لا اختلاف فيه ولو كان كما ذهبوا إليه / لكان الرفع في (١ / ٢٤٠ - ب) ، تكبيرات العيد - أيضاً منهيا عنه، لأنه لم يَسْتثنِ رفعا دون رفع، بل

أطلق.

والجواب عن هذا: أن هذان حديثان لا يُفسرُ أحدهما بالآخر كما جاء

في الحديث الأول: " دخل علينا رسول الله وإذا الناسُ رافعي أيديهم في

الصلاة فقال: " ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟

اسكنوا في الصلاة "، والذي يرفع يديه في أثناء الصلاة وهو حالة

الركوع والسجود ونحو ذلك، هذا هر الظاهر، والراوي روى هذا في

<<  <  ج: ص:  >  >>