للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنس بن مالك وغيره. روى عنه: مالك بن أنس، والثوري، وابن

عيينة، وغيرهم. مات فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من

رمضان، سنة ثلاثين ومائة. روى له الجماعة (١) .

والأعرج هو: عبد الرحمن بن هرمز أبو داود القرشي. سمع

أبا هريرة، وأبا سعيد الخدري، وغيرهما. روى عنه: الزهري، ويحيى

ابن سعيد، وغيرهما. مات بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة، روى له

الجماعة (٢) .

قوله: " يرفعه " أي: يرفع أبو هريرة هذا الحديث إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

وهذا (٣) وأمثاله جملة فعلية وقعت حالاً، والجملة الفعلية إذا وقعت حالاً،

وكان فعلها مضارعاً مثبتاً لا يحتاج إلى الواو؛ لأنه يكون كاسم الفاعل في

المعنى، وجارٍ عليه في اللفظ: في الحركات والسكون، نحو: جاء زيد

يضحك، مثل: جاء زيد ضاحكاً، معنىً ولفظاً، فأجري مجراه في

الاستغناء عن الواو.

وقال الخطيب: قول التابعي: " يرفع الحديث "، و " يُنْميه "، و " يبلغ

به " كلها كناية عن رفع الصحابي للحديث، وروايته إياه عن رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يختلف أهل العلم أن الحكم في هذه الأخبار وفيما صرح برفعه

سواء في وجوب القبول، والتزام العمل ". انتهى كلامه.

ويشبه أن يكون التابعي قد تحقق أن الصحابي رفع له الحديث إلى

رسول الله، غير أنه شك، هل قال له: " سمعت رسول الله "، أو

" قال رسول الله "؟ فلما لم يمكنه الجزم بما قاله أتى بلفظ يرفع به الحديث

إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: " لولا " كلمة لربط امتناع الثانية لوجود الأولى، نحو: لولا زيد

رمتك، أي: لولا زيد موجود. والمعنى هاهنا: لولا مخافةُ أن أشق


(١) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (١٤/٣٢٥٣) .
(٢) المصدر السابق (٣/٣٩٨٣) . (٣) في الأصل: " وهذه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>