لأمرتهم أمر إيجاب، وإلا لانعكس معناها، إذ الممتنع المشقة، والموجود
الأمر.
فإن قلت: كيف تثبت سُنة السواك بهذا الحديث؟ قلت: لما امتنع
الوجوب لوجود المشقة، ثبت ما دون الوجوب، وهو السُّنة، لعدم
المانع، وهو المشقة؛ لأنه سبيل من ترك السُنة فافهم! فإنه كلام دقيق،
سنح به خاطري من الأنوار الرحمانية.
قوله: " بتأخير العشاء " بكسر العين وبالمد: والمراد به العشاء الآخرة؛
لأن المغرب يطلق عليه العشاء أيضاً، مأخوذ من عُشْوة الليل، وهي ظلمته.
وقيل: هي من أوله إلى رُبْعه. وحديث أبي هريرة أخرجه النسائي.
٣٦- ص- ونا إبراهيم بن موسى قال: أنا عيسى بن يونس قال:
أنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن، عن زيد بن خالد الجهني قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
" لولا أنْ أشقّ على أمتي لأمرتُهُم بالسواك عند كُلّ صلاة " (١) .
ش/- إبراهيم بن موسى بن يزيد قد مر ذكره، وكذلك عيسى بن يونس
ابن أبي إسحاق السبيعي، وكذلك محمد بن إسحاق بن يسار.
محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن
سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني،
وجده من المهاجرين من أصحاب النبي- عليه السلام-، سمع عبد الله
ابن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وعلقمة بن وقاص، وأبا سلمة
ابن عبد الرحمن، وعطاء بن يسار، وعروة بن الزبير، وغيرهم. روى
عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن مسلم
الزهري، ومحمد بن عجلان، وعمارة بن غزيّة، وعبد الله بن طاوس،
وعبيد الله بن/عمر العمري، ويحيى بن أيوب المصري، وأسامة بن زيد
الليثي، وابنه موسى بن محمد بن إبراهيم. وقال ابن سعد:
(١) الترمذي: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في السواك (٢٣) .