للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: قال: وعلى تقدير صحته فقد جاء في بعض الروايات عنه ذكر

التسمية، كما أخرجه الدارقطني، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، عن

العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، سمعت رسول الله

- عليه السلام- يقول: " قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين،

فنصفها له، يقول عبدي إذا افتتح الصلاة: (بسم الله الرحمن الرحيم)

فيذكرني عبدي، ثم يقول: (الحمد لله رب العالمين) فأقول: حمدني عبدي ... " إلى آخره (١) ، وهذه الرواية وإن كان فيها ضعف، ولكنها

مفسرة لحديث مسلم أنه أراد السورة لا الآية.

قلت: هذا القائل حمله الجهل، وفرط التعصب، ورداءة الرأي

والفكر، على أنه ترك الحديث الصحيح، وضعفه لكونه غير موافق لمذهبه

وقال: لا يعتبر بكونه في مسلم، مع أنه قد رواه عن العلاء الأئمةُ الثقات

الأثبات: كمالك، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، وشعيب،

وعبد العزيز الدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، ومحمد بن إسحاق،

والوليد بن كثير، وغيرهم، والعلاء نفسه ثقة صدوق، وهذه الرواية مما

انفرد بها عنه ابن سمعان وهو كذاب، ولم يخرجها أحد من أصحاب

الكتب الستة، ولا في المصنفات المشهورة، ولا المسانيد المعروفة، وإنما

رواه الدارقطني في " سننه " التي يروي فيها غرائب الحديث. وقال عمر

ابن عبد الواحد: سألت مالكا عنه، أي: عن ابن سمعان، فقال:

كان كذابا. وقال يحيى بن بكير: قال هشام بن عروة / فيه: لقد كذب [١/٢٦٣-أ] علي، وحدث عني بأحاديث لم أحدثه بها، وعن أحمد بن حنبل:

متروك الحديث، وسئل ابن معين عنه؟ فقال: كان كذابا، وقيل لابن

إسحاق: إن ابن سمعان يقول: سمعت مجاهدا، فقال: لا إله إلا الله،

أنا والله أكبر منه، ما رأيت مجاهداً ولا سمعت منه. وقال ابن حبان:

كان يروي عمن لم يره، ويحدث بما لم يسمع. وقال أبو داود: متروك

الحديث، كان من الكذابين. وقال النسائي: متروك.


(١) سنن الدارقطني (١ / ٣١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>