للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما سميت مكة أم القرى لأنها أصلها، أو سميت به لأنها علامته، قال

الشاعر:

على رأسه أم لنا يقتدى بها ... جماعُ أمور لا تعاصِي له أمراً

وقيل: لأنها مقدمه، والأم العمر الماضي لتقدمه، قال الشاعر:

إذا كانت الخمسون أمك لم يكن ... لدائك إلا أن تموت طبيب

وقيل: لتمامها في الفصل، ومن أسمائها: السبع المثاني، والوافية،

والكافية، والأساس، والشافية، والكنز، والصلاة، وسورة تعليم

المسألة، وسورة الواقية، وسورة الحمد، والشكر، والدعاء، والفاتحة،

وأول القرآن، وهي مكية، وقيل: مكية ومدنية، لأنها نزلت بمكة مرة،

وبالمدينة أخرى، وهي سبع آيات بالاتفاق، إلا أن منهم من عد (أنعمتَ عَليهم) دون التسمية، ومنهم من مذهبه على العكس، وسبع وعشرون

كلمة، ومائة واثنان وأربعون حرفا.

قوله:" فهي خداج " بكسر الخاء: النقصان، يقال: خدجت الناقة،

إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج، وإن كان تام الخلق، وأخدجته إذا ولدته

ناقصا، وإن كان لتمام الولادة، ومنه قيل لذي الثُّدَية: مخدج اليد أي: ناقصها، ومعنى قوله:" فهي خداج " أي: ذاتَ خداج، أو يكون

وصفها بالمصدر مبالغة.

قوله: " غير تمام " تفسير لقوله: " خداج ".

/ قوله: " اقرأ بها في نفسك " قال محيى الدين: " ومما يؤيد وجوب [١/٢٧٨-ب] قراءة الفاتحة على المأموم قول أبي هريرة هذا، ومعناه: اقرأها سرا بحيث

تسمع نفسك".

قلت: هذا لا يدل على الوجوب، لأن المأموم مأمور بالإنصات،

لقوله تعالى: (وأنصِتُوا) والإنصات: الإصغاء، والقراءة سرا بحيث


(١) . شرح صحيح مسلم (٤ / ١٠٣) .
٣٢. شرح سنن أبي داوود ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>