للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " والاستنشاق " وهو تبليغ الماء إلى خياشيمه، وهو من

استنشاق الريح إذا شمها مع قوة. وقال أصحابنا: الاستنشاق تحريك الماء

في الأنف، واحتج به أبو حنيفة وأصحابه- رحمهم الله- وبقوله في آخر

الحديث: " إلا أن تكون المضمضة " على كون الاستنشاق والمضمضة سُنة

في الوضوء، وهو حجة على مالك وأحمد حيث أوجباهما فيه.

قوله: " وقص الأظفار " وإطلاق الحديث يقتضي القص مطلقاً، ويروى

عن علي- رضي الله عنه- أنه يبتدئ بخنصر اليمنى، ثم بوسطاها، ثم

بإبهامها، ثم ببنصرها، ثم بمسبحتها، ثم بمسبحة الشمال، ثم ببنصرها،

ثم بوسطاها، ثم بإبهامها، ثم بخنصرها. وقد جمع ذلك بعض

الأفاضل بحروف " خوابس " (١) ، ففي اليمنى تعد من " الخاء "، وفي

الشمال من " السين " بالعكس، ولا يؤقت، فمتى استحق القص فعل.

قوله: " وغسل البراجم " البراجم- بفتح الباء وبالجيم-: جمع بُرْجمة

- بضم الباء وبالجيم-، وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها. وقال

الخطابي: " أصل البراجم العقد التي تكون في ظهور الأصابع والرواجب

ما بين البراجم، وغسل البراجم تنظيف المواضع التي يجتمع فيها

الوسخ " (٢) .

ويلحق بذلك ما يجتمع من الوسخ في معاطف الأذن، وقعر الصماخ،

فتزيله بالمسح، لأنه ربما أضرت كثرتُه بالسمع، وكذلك ما يجتمع في

داخل الأنف، وكذلك جميع الوسخ المجتمع على أي موضع كان من

البدن بالعرق والغبار ونحوهما.

قوله: " ونتف الإبط " " (١) والأفضل فيه النتف لمن قوي عليه،


= من حديث أبي هريرة مرفوعا: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند
كل صلاة "، ولم يستثن النساء، وكذلك لحديث الباب.
(١) ظاهره: أن تكون الإبهام قبل الوسطى في الشمال، وهذا لا يتفق وكلام
المصنف، والله أعلم.
(٢) انظر: معالم السنن (١/٢٨) . (٢) انظر: شرح صحيح مسلم (١٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>