للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "قبَل أحد"- بكسر القاف وفتح الباء- أي: في جهة أحُد،

والأحُد: الَجبل المعروف بالمدينة، سمي بذلك لتوحده وانقطاعه عن جبال

أُخَر هناك. و" الجَوانِية"- بفتح الجيم، وتشديد الواو المفتوحة، وبعد

الألف نون مكسورة، وياء آخر الحروف مشددة، وحكي في الياء التخفيف- وهي أرض من عمل المدينة من جهة الفُرع، كأنها نُسبت إلى

جَوان؛ قاله القاضي عياض. وقال الشيخ محيي الدين (١) : الجوانية

موضع بقرب أُحُد في شمالي المدينة. وأما قول القاضي: " إنها من عمل

الفرع " فليس بمقبول؛ لأن الفُرع بين مكة والمدينة، والمدينة بعيد من

الفرع، وأحد في شام المدينة، وقد قال في الحديث: " قِبلَ أُحد والجوانية"، فكيف يكون عند الفرع"؟.

قلت: الصواب مع الشيخ محيي الدين؛ لأن الفرع- بضم الفاء،

وسكون الراء وبالعين المهملتين- من المدينة على أربعة أيام في جِنوبِيها،

وهي عدة قرى آهلة، والطريق القريبة من المدينة إلى مكة إنما هي على

الفُرع؛ ولكن لاَ يكاد يَسْلم المار بها من قطاع الطريق، وكذا ذكرته في

تاريخي في كتاب " البلدان" في فصل "إقليم الحجاز". وفيه: دليل

على استخدام السيّد جاريته في الرعي وإن كانت تنفردُ في المَرعى.

قوله: "آسف " أي: أغضبُ كما يغضبون، من أسف يأسَفُ من باب

علم يعلم؛ والأسَف بفتحتين: أشد الحزن.

قوله: "لكني صككتها" فيه حذف حتى يصح الاستدراك؛ / والتقدير: [٢/٣٦ - ب] فلم أصبر على ذلك، فما اكتفيت بشَتمها؛ لكني صككتُها؛ الصك:

الضربُ، ويُقالُ: اللطمُ.

قوله: "فعظم ذلك على" وفاعِلُ "عَظم": رسولُ الله- عليه السلام-


(١) شرح صحيح مسلم (٢٣/٥-٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>