للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن أصله: يا أميناه، فحذفت الهاء والألف تخفيفا، فبقيت النون على

الفتحة، ويكون محله الرفع لأنه نداء ندبة، ويقال: إنه مبني على الفتح

ككيف، وأين، وقد تكسر- أيضا-؛ لأن الأصل في البناء: السكون،

فإذا حُركَ حُركَ بالكسْر، وقد يُرفع ظاهره- أيضا- على تأويل من جعله

اسما لله تَعالى فكأنه قال: يا أمينُ، وبالإمالة لغة وقراءة- أيضا- ولو

قرأها بالتشديد فهو خطأ قيل: تفسد به الصلاة. وذكر شمس الأئمة

الحلواني أنه لا تفسد تصحيحا لصلاة العامة؛ لأن له نظيرا، وهو قوله

تعالى: "وَلا آمينَ البَيْتَ الحَرَامَ " (١) ومعناه: ندعو قاصدين، وأما

معناه: فذكر ابن بُزَيزة في " شرح الأحكام" أن ابن عباس سأل رسول الله

عن معنى آمين، فقال: " كذلك يكون ". وعن هلال بن يَساف ومجاهد

وحكيم بن جابر: هي اسم من أسماء الله. وقال عطية العَوْفي: هي

كلمة عبْرانية أو سريانية. وقال عَبْد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي كنز

من كنوز العرش لا يعلمه إلا الله تعالى. وقيل: هي خاتم رب العالمين

على عباده المؤمنين. وفي "بسيط " الواحدي، عن جعفر بن محمد:

معناه: قصدي إليك، وأنت كرم من أن تخيب قاصدا. وفي "الزاهر"

لابن الأنباري: اللهم استجب. وقال ابن قتيبة: معناها: يا أمن أي:

يا الله، وأضمر في نفسك استجب لي. وقال ابن عباس: معناه: اللهم

[٢/ ٣٧ - ب] افعل/. وقال الضحاك: هي حروف من أسماء الله عَر وجَل، تختم به قراءة أهل الجنة والنار. وقال وهب: يخلق بكل حرف منه ملك يقول:

اللهم اغفر لمن (٢) قال: آمين. وقال أبو علي: وزنه: فعال، والمس

لإشباع؛ لأنه مشى في الكلام أفعال ولا فاعيل ولا فيعيل. وقال

الأخفش: مثلها في العجمية شاهد.

الثاني: هي من القرآن أم لا؟ قال الزمخشري: وليْس من القرآن،

بدليل أنه لم تثبت في المصاحف. وقال ابن الأثير: لا خلاف بين أهل

الإسلام أنها ليست من القرآن العظيم، ولم يكتبها أحد في المصحف.


(١) سورة المائدة: (٢) .
(٢) في الأصل: "اللهم اغفر لي لمن ".

<<  <  ج: ص:  >  >>