والجواب عن الثالث: أن قوله: " إن حجرا لا يُعرفُ حاله " ممنوع وكيف لا يُعرفُ حاله؟ وقد ذكره أبو القاسم البغويُّ وأبو الفرج البغدادي وابنُ الأثير وغيرهم في جملة الصحابة، ولئن نزلناه عن رُتبة الصحابة إلى التابعين فقد وجَدنْا جماعة أثنَوْا عليه ووثقوه؟ منهم: الخطيبُ أبو بكر البغدادي، قال: سار مَعَ علي إلى النَهْروان، وورَد المدائنَ في صحبته
وهو ثقة، احتج بحديثه غيرُ واحد من الأئمة، وذكره ابن حبان في
"الثقات ". وقال ابن معين: كوفي ثقة مشهورٌ.
والجواب عن الرابع: أن دخول علقمة في الوسط ليس بعَيْب؛ لأنه
سمعه من علقمة أولا بنُزولي ثم رواه عن وائل بعلُوّ؛ بينَ ذلكَ الكجي في
"سُنَنه الكبير".
ومنها: ما روى محمدُ بن الحسن في كتاب "الاَثار": حدثنا
أبو حنيفة: نا حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي قال: أربع
يُخفيهن الإمامُ: التَعوذُ، وبسم الله الرحمن الرحيم، وسبحانك اللهم،
وآميَن. ورواه عبد الرزاق في " مُصنفه": أخبرنا معمر، عن حماد به،
فذكره إلا أنه قال عوض قوله:"سبحانك اللهم ": " اللهم ربنا لك الحمد"، ثم قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن إبراهيم قال:
خمسٌ يخفيهن الإمامُ، فذكرها، وزاد: سبحانك اللهم وبحمدك.
ومنها: ما روى الطبري في " تهذيب الاَثار": نا أبو بكر بن عياش،
عن أبي سعيد، عن أبي وائل قال: لم يكن عمرُ وعلي يجهران ببسم الله
الرحمن الرحيم ولا بآمين.
وحديثُ وائل: أخرجه الترمذي- أيضا-، وابن ماجه؛ ولفظ [٢/٣٨ - ب] الترمذي: (ومَدَّ بها صوتَه " / وقال: وفي الباب عن عليه وأبي هريرة. قال أبو عيسى: حديث وائل بن حجر حديث حسن، وبه يقول غير
واحد من أهل العلم من أصحاب النبي- عليه السلام- والتابعين ومَن بعدهم، يَرَوْن أن الرجل يرفع صوته بالتأمين ولا يخفيها، وبه يقول
الشافعي وأحمد وإسحاق.