عند الطبراني في " معجمه" أخرجه عن إسماعيل بن عياش، عن جرير بن
عثمان، عن راشد بن سعد، عن معاوية بن أبي سفيان، أنه كان يُعلم
الناس التشهد وهو على المنبر عن النبي- عليه السلام-: " التحيات لله والصلوات والطيبات" إلى آخره سواء.
ومنهم: سلمان الفارسي، وحديثه عند البزار في " مُسنده " والطبراني
في "معجمه "- أيضا- أخرجاه عن سلمة بن الصلت، عن عُمر بن
يزيد الأزدي عن أبي راشد قال: سألت سلمان الفارسي عن التشهد
فقال: أعلمكم كما علمنيهن رسول الله- عليه السلام-: " التحيات لله والصلوات والطيبات" إلى آخره سواء.
ومنهم عائشة- رضي الله عنها- وحديثها عند البيهقي في "سننه "
عن القاسم، عنها قالت: هذا تشهد النبي- عليه السلام-: " التحيات
لله " إلى آخره. قال النووي في " الخلاصة": سنده جيد، وفيه: فائدة
حسنة؛ وهي أن تشهده- عليه السلام- بلفظ: تشهدنا. وقال الخطابي:
/ أصح الروايات وأشهرها رجالا: تشهد ابن مسعود. وقال ابن المنذر، [٢/٤٧ - ب] وأبو علي الطوسي: قد روي حديث ابن مسعود من غير وجه؛ وهو
أصح حديث رُوي في التشهد عن النبي- عليه السلام-. وقال أبُو عُمر:
بتشهد ابن مسعود أخذ أكثر أهل العلم لثبوت فعله عن النبي- عليه
السلام-. وقال علي بن المديني: لم يصح في التشهد إلا ما نقله أهل
الكوفة عن ابن مسعود، وأهل البصرة عن أبي موسى. وبنحوه قاله ابن
طاهر. وقال النووي: أشدها صحة باتفاق المحدثين: حديث ابن مسعود
ثم حديث ابن عباس.
قلت: ولأجل ذلك اختار أبو حنيفة وأصحابه تشهد ابن مسعود.
وقال صاحب " الهداية": والأخذ بتشهد ابن مسعود أولى؛ لأن فيه
الأمْر، وأقلى: الاستحباب، والألف واللام وهما للاستغراق، وزيادة
الواو وهي لتجديد الكلام كما في القسم وتأكيد التعليم.