أم بشر بن البراء بن معرور في بني سَلِمة، وصنعت له طعاماً، وحانت
الظهر فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أمر أن يتوجه إلي الكعبة، فاستداروا
إلى الكعْبة، واستقبل الميزاب، فسمي المسجد مسجد القبلتين، وذلك يوم
الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا. قال محمد بن
عمر: هذا أثبت عندنا. وعن عمارة بن أوس الأنصاري قال: صلينا
إحدى صلاتي العشاء فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة
فنادى: إن الصلاة قد وجهت نحو الكعْبة. قال: فتحرف أو تحول إمامنا
نحو الكعبة والنساء والصبيان. وفي "المُحبر " لابن حبيب: حُولِت
/ الظهر يوم الثلاثاء للنصف من شعبان في الركعة الثالثة، وقيل: في ٢/٦٩ - ب] صلاة العصر. وفي "الناسخ والمنسوخ " للنحاس، عن ابن زيد بن أسلم:
بعد بضعة عشر شهرا. قال: وروى الزهري، عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن كعب بن مالك: صرفت في جمادى. قال أبو جعفر
النحاس: وهو أولى الأقوال بالصواب. وقال الطبري: حدثنا القاسم:
نا الحسين: نا حجاج: قال ابن جريج: صلى رسول الله- عليه السلام-
أول ما صلى إلى الكعبة، ثم صرف إلى المقدس فصلّت الأنصار قبل
قدومه بثلاث حجج.
قوله: "شطر المسجد الحرام " أي: جهته.
قوله: "فمر رجل من بني سَلمة"- بفتح السن وكسر اللام- بَطن من
الأنصار من الخزرج، وزعم ابنَ بَشكوال والخطيب أن الذي مر عليهم:
أبو بشر عباد بن بشر الأشهلي، وقيل: عباد بن نهيك، فيحتمل ابن
أحدهما أتى إلي مسجد قريب من المدينة العصر، والآخر جاء إلى أهل قباء الصبح.
قوله: "وهم ركوع " جملة حالية، والركوع جمع راكع كالسجود
جمع ساجدِ. ويُستفادُ من الحديث فوائد؛ الأولى: جواز النسخ عقليا
ووقوعه شرعا، وهو مذهب المسلمين أجمع؛ خلافا لليهود- عليهم
اللعنة- فعند بعضهم باطل نقلا وهو ما جاء في التوراة: "تمسكوا