قلت: هذا الحديث من جملة مستندات أصحابنا، وليس فيه ما يرد الاستدلال؛ لأن عبد الرحمن بن ثوبان وثَّقه غير واحد كما قال صاحب "التنقيح "، وأما أبو عائشة فإن أبا داود أخرج له وسكت عنه، وأدنى المرتبة أن يكون حديثه حسناً، وقال البيهقي: خُولفَ رواته في موضعين: في رفعه، وفي جواب أبي موسى، والمشهور أنهم أسندوه إلى ابن مسعود فأفتاهم بذلك، ولم يسنده إلى النبي- عليه السلام-، كذا رواه السبيعي، عن عبد الله بن موسى، أو ابن أبي موسى، أن سعيد بن العاص أرسل ... إلى آخره.
قلت: سكوت أبي داود يدل على أنه مرفوع؟ لأن مذهب المحققين أن الحكم للرافع؛ لأنه راد، وأما جواب أبي موسى فيحتمل أنه تأدب مع ابن مسعود، فأسند الأمر إليه مرة، وكان عنده فيه حديث عن النبي - عليه السلام- فذكره مرة أخرى. ومن مستندات أصحابنا ما رواه عبد الرزاق في "مصنفه ": أخبرنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن علقمة، والأسود: أن ابن مسعود كان يكبر في العيدين تسعاً تسعاً، أربع قبل القراءة، ثم يكبر فيركع، وفي الثانية يقرأ، فإذا فرغ كبر أربعا، ثم ركع.
ومنها: ما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه": حدَّثنا هشيم، أنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كان عبد الله بن مسعود يعلمنا التكبير في العيدين تسع تكبيرات: خمس في الأولى، وأربع في الآخرة، ويوالي بين القراءتين.
قلت: وقد روي عن غير واحد من الصحابة نحو هذا.
ومنها: ما رواه عبد الرزاق في "مصنفه ": أخبرنا إسماعيل بن
أبي الوليد، نا خالد الحذاء، عن عبد الله بن الحارث قال: شهدت ابن عباس كبر في صلاة العيد بالبصرة تسع تكبيرات، ووالى بين القراءتين.