للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " أشهد أن الله على كل شيء قدير " استعظام منه لقدرة الله تعالى، حيث أنزل الغيث حتى سالت السيول بعد ما كانت الأرض جدبا.

قوله: " وإني عبد الله " اعتراف بالعبودية، وإظهار للتذلل والخضوع. قوله: " ورسوله " إظهار بأن قبول دعائه من ساعته لأجل أنه رسول الله، وأنه مؤيد من عند الله.

ويستفاد من الحديث: أن الإمام الأعظم يخرج بالناس إلى المصلى في زمن القحط، ويستسقي، ويخرج معهم مقتداهم وكبيرهم الذي اشتهر بينهم بالزهد والورع , لأن مَن هذه صفته يكون دعاؤه أقرب إلى الإجابة، وأن تعيين اليوم ليس بشرط فيه، وأنهم يخرجون بالنهار، وأن يخطب لهم الإمام، وأن ينصب له منبرا أو يخطب على موضع مرتفع، وأن يكون وجهه وقت الدعاء إلى الجماعة، وأن تكون الخطبة قبل الصلاة وهو المفهوم من الحديث، ومذهب أبي يوسف، ومحمد، والشافعي بعد [٢/ ١٠٢ - أ] الصلاة، والجواب عن الحديث/ أنه محمول على بيان الجوار، والمستحب: تقديم الصلاة لأحاديث أخر. وأن يذكر الغيث في دعائه، وأن يرفعون (١) أيديهم غاية الرفع، وأن يحول الإمام ظهره إلى الناس بعد الدعاء ويُقلبُ رداءه، وأن يصلي بالناس ركعتين، وابن الضحك إلى بدو النواجذ جائز.

ص- قال أبو داودَ: هذا حَديث غريب، إِسنادُهُ جيد أهلُ المدينة يقرءون: " مَلكِ يَوْم الدينِ " وإن هذا الحديثَ حجة لهم.

ش- الغريب: هو الذي ينفرد به الرجل من أئمة الحديث. وقد ذكرناه في أول الكتاب.

قوله:" إسناده جيد " لأن رواته جناد، ولهذا قال الحاكم في "المستدرك " بعد أن رواه: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ورواه ابن حبان أيضا في " صحيحه " في النوع الثاني عشر من القسم الخامس. قوله: " أهل المدينة " إلى آخره، بدون واو العطف، على أنه كلام


(١) كذا، والجادة " يرفعوا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>