للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابتدائي، واستدل أهل المدينة على قراءتهم: " ملك يوم الدين " بإسقاط الألف بهذا الحديث، وقرئ " مالك " بالألف، وملك على لفظ الماضي. ١١٤٥- ص- نا مسدد، نا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك. ويونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس- رضي الله عنه- قال: أصَابَ أهلَ المدينة قَحْط على عَهْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يَخْطُبُنَا يومَ جُمُعَة إذ قَامَ رَجل فقال: يا رسوله الله " (١) هَلَكَ الكُرَاع، هَلَكَ الشاءُ، فادع اللهَ أن يَسْقِيَنَا، فَمَدَ يَدَهُ وَدَعَا، قال أنس: وإن السماءَ لَمثْلِ الزجاجَة، فَهَاجَتِ ريح، ثم أنشأتْ سَحَابَةً، ثم اجتمعَ (٢) ، ثم أرسلًت السماءُ عًزَالِيهَا فخرجْنَا نَخُوضُ المَاءَ حتى أتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فلم يزَلِ المَطَرُ إلى الجُمُعَة الأخْرَى، فَقَامَ إليه ذلك الرجلُ أو غيرُه، فقال: يا رسولَ الله، تَهَدمَتَ البُيُوتُ، فادع اللهَ أن يَحْبسَهُ، فَتَبَسم رسولُ الله ثم قال: " حَوَالينَا ولا علينا "، فَنظرتُ إلى السحَابَةِ تتصَدع حَولَ المدينةِ كأنه إِكْلَيل.

ش- (الكراع" يذكر ويؤنث، وهو في البقر والغنم بمنزلة الوصيف للفرس والبعير، وهو مستدق الساق، وقيل: الكراع اسم لجميع الخيل. والشيء جمع شاة، والشاة من الغنم تذكر وتؤنث، ونقول: فلان كثير الشاة والبعير، وهو في معنى الجمع , لأن الألف واللام للجنس، والغنم أيضا اسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكور والإناث وعليهما جميعاً والسبل كالغنم في جميع ذلك.

قوله: " لمثل الزجاجة " شبهها بالزجاجة لشدة يبسها وعدم رطوبتها، هكذا قاله بعضهم.

قلت: الأولى أن يكون وجه التشبيه الصفاء والخلو من السحب،

وهذا أنسب في هذا المقام.


(١) زيادة من سنن أبي داود. (٢) في سجن أبي داود: " اجتمعت ".
(٣) البخاري: كتاب الاستسقاء، باب: الدعاء إذا كثر المطر حوالينا ولا علينا (١٠٢١)

<<  <  ج: ص:  >  >>