للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ثلاثة أحرُف من التأفيف، وهو قولك: " أف لكذا "، فأما " أف " والفاء خفيفة فليس بكلام، والنافخ لا يُخْرِجُ الفاءَ مُشددةً، ولا يكادُ يُخرجُها فاء صادقةً من مخرجها، ولكنه يفشيها من غير إطباق الشفة على الشفة، وما كان كذلك لا يكون كلاما، وبهذا استدل أبو يوسف على أن المصلي إذا قال في صلاة " أفْ " أو " أهْ " أو " أخ " لا تفسد صلاته. وقال أبو حنيفة ومحمد: تفسدُ لأنه من كلام الناس، وأجابا أن هذا كان ثم نسِخ.

قوله: "وقد أمحصَت الشمس " معناه: انجلت من الإمحاص، وأصل المحص: الخلوص، وقد محصته محصا إذا خلصته، وانمحص هو إذا خلص وقد تدغم فيقالُ افحص، ومنه تمحيص الذنوب وهو التطهير منها، وتمحص الظلمة انكسافها وذهابها، وفي رواية: " محضت الشمس " بالضاد المعجمة، والمعنى: نَصَع لونها، وخلُص نُورُها، وكل شيء خَلُص حتى لا يشوبُه شيء يُخالِطه فهو مَحْض.

والحديث: أخرجه الترمذي، والنسائي، وأخرجه الحاكم في! المستدرك " وقال: صحيح ولم يخرجاه من أجل عطاء بن السائب. قلت: قد أخرج البخاري لعطاء حديثا مقرونا بأبي بشر، وقال أيوب: هو ثقة.

١١٦٦- ص- نا مسدد، نا بشر بن المفضل، نا الجُرَيري، عن حيان بن عمير، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: بينا أنا أتَرَفَى بأسْهُمِي (١) في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَسَفَت الشمسُ، فَنَبَذتُهن وقلتُ: لأنظُرَن ما أحْدِثَ لرسولَ اللهِ في (٢) كُسُوفِ الشمسِ اليومَ؟ فانتهيتُ إليه وهو رَافع يدَيْه يُسبحُ ويَحْمَدُ ويُهَللُ ويدْعُو، حتى حسرة عن الشمس، فَقرأ بسورَتين ورَكعً ركعتينِ (٣)


(١) في سنن أبي داود: " بينما أنا أترمي بأسهم ".
(٢) سقطت كلمة " في " من سنن أبي داود.
(٣) أخرجه مسلم: كتاب الكسوف، باب: ذكر النداء بصلاة الكسوف (٢٦ / ٩١٣) =
٤ ٥ شرح سنن أبي داوود ٥

<<  <  ج: ص:  >  >>