قلت: اختلف العلماء فيمن دخل المسجد لصلاة الصبح فأقيمت الصلاة، هل يصلي ركعتي الفجر، أم لا؟ فكرهت طائفة أن يركع ركعتي الفجر في المسجد، والإمام في صلاة/ الفجر، محتجين بهذا الحديث، [٢/ ١٢٧ - أ] وبقوله- عليه السلام-: , إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة " لما يجيء الآن، وروي ذلك عن ابن عمر، وأبي هريرة، وسعيد بن جبير، وعروة، وابن سيرين، وإبراهيم، وعطاء، هو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، وقالت طائفة: لا بأس أن يصليها خارج المسجد إذا تيقن أنه يدرك الركعة الأخيرة مع الإمام، وهو قول أبي حنيفة، وأصحابه، والأوزاعي، إلا أن الأوزاعي أجار ذلك أن يركعهما في المسجد، وقال الثوري: إن خشي فوت ركعة دخل معه، ولم يصلهما، وإلا صلاهما في المسجد، وعند الظاهرية أنه يقطع صلاته إذا أقيمت الصلاة، وفي " الجلاب ": يصليهما وإن فاتته الصلاة مع الإمام إذا كان الوقت واسعاً، وروى أبو نعيم: عن طاوس إذا أقيمت الصلاة وأنت في الصلاة فدعها، وروى عبد الرزاق عن سعيد بن جبير: اقطع صلاتك عند الإقامة.
والجواب: إن إنكاره- عليه السلام- وصله إياها بالفريضة في مكان واحد دون أن يفصل بينهما بشيء يسير، وهذا مثل ما نهى من صلى الجمعة أن يصلي بعدها تطوعا في مكان واحد، حتى يتكلم، أو يتقدم، والدليل على ما قلنا: إنه- عليه السلام- مر بابن بحينة وهو يصلي بين نداء الصبح، فقال: الا تجعلوا هذه الصلاة كصلاة الظهر، واجعلوا بينهما فصلاً" فظهر بهذا أن الذي كرهه رسول الله لابن بحيرة وصله إياها بالفريضة في مكان واحد من غير أن يفصل بينهما بشيء يسير، وفيما ذهبنا إليه جمع بين الفضيلتين: فضيلة السنَة، وفضيلة الجماعة، وكيف وقد قال- عليه السلام-: " لا تدعوهما وإن طردتكم الخيل "(١) . وعن ابن مسعود: " أنه دخل المسجد، وقد أقيمت صلاة الصبح فركع ركعتي