للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن صلى أنْحَلَتْ عُقْدَة، فَأصْبَحَ نَشيطاً طيبَ النفسِ، وإِلا أصبحَ خَبيثَ النَفَسِ كَسْلانَ " (١) .

ش- مالك بن أنس، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وعبد الرحمن الأعرج.

قوله: " يعقد الشيطان " قيل: هو مَثلٌ واستعارة من عقد بني آدم، وليس المراد بذلك العقد نفسه، وقيل: بل هو على ظاهره، فإن الشيطان يفعل من ذلك نحو ما يفعله السواحر من عقدها ونفثها. وقال بعضهم: هدْه العقد الثلاث هي الأكل والشرب والنوم , لأن من أكثر الأكل والشرب كثر نومه، واستبعده بعضهم لقوله: " إذا نام "، فجعلُ العُقدِ حينئذ. ويقال: هو من عقد القلب وتضميمه، فكأنه يوسوس في نفسه، ويحدثه بأن عليك ليلاً طويلاً، فتأخر عن القيام. وقيل: هو كناية / عن [٢/١٣٨-أ] تثبيط الشيطان عن قيام الليل، والقافية آخر الرأس، وقافية كل شيء آخره، ومنه قافية الشعِر وآخر البيت.

قوله: " عليك ليل طويل " ارتفاع " ليل " على الابتداء، و" طويل " صفته، وخبره: " عليك " مقدماً َ، ويقال: ارتفعت على الفاعلية، والتقدير: بقي عليك ليل طويل. ورُوي " ليلا طويلاً "، وهكذا هو في " صحيح مسلم "، وهي الرواية الصحيحة المشهورة، وانتصابه على الإغراء بنومه.

قوله: " انحلت عقدة " هذه الآخرة رويت على الإفراد كاللفظتين قبله، ورويت على الجمع، والمعنى واحد؛ لأن بانحلال العقدة الأخيرة انحلت العقد، وقد وقع في حديث مسلم: " انحلت العقد ".


(١) البخاري: كتاب التهجد بالليل، باب: عقد الشيطان في قافية الرأس، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: ما روى فيمن نام أجمع حتى الصبح (٧٧٤) ، النسائي: كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب: الترغيب في قيام الليل (١٦٠٧، ١٦٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>