قوله:" طيب النفس " يعني: لسروره مما تقدم، ورجائه في ثواب عمله، ونشاطه بزوال سحر الشيطان عنه، ورجوعه خاسئاً خائباً.
قوله:" خبيث النفس كسلان " بتأثير فعل الشيطان، وبلوغه غرضه منه، وهمه بما فاته من حزبه.
فإن قيل: قد ثبت في الحديث: " لا يقل أحدكم خبثت نفسي " فكيف وقد جاء في هذا الحديث: " خبيث النفس "؟ قلت: ذاك نهي للإنسان أن يقول هذه اللفظة عن نفسه، وهذا إخبار عن صفة غيره فلا مخالفة، وقد استفيد من هذا الحديث الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ، وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة في " الصحيح "، ولا يتعين لهذه الفضيلة ذكر، لكن الأذكار المأثورة أفضل، والتحريض على الوضوء حينئذ وعلى الصلاة وإن قَلَّت , لأن من لم يجمع بين الأمور الثلاثة - وهي الذكر، والوضوء، والصلاة- فهو داخل فيمن يصبح خبيث النفس كسلان. والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والنسائي.
١٢٧٧- ص- نا محمد بن بشار، نا أبو داود، نا شعبة، عن يزيد بن خمير قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس يقول: قالت عائشة: لا تَدع قيامَ الليلِ" فإن رسولَ اللهِ كان لا يَدَعَهُ، وكان إِذَا مَرِضَ أو كَسِلَ صَلَّى قَاعِدا (١) .
ش- أبو داود الطيالسي، ويزيد بن خمير- بالخاء المعجمة- الشامي. وعبد الله بن أبي قيس، ويقال: ابن قيس، ويقال: عبد الله بن أبي موسى، والصحيح: عبد الله بن قيس النصري- بالنون- أبو الأسود الحمصي، مولى عطية بن عازب. سمع: عائشة زوج النبي- عليه السلام-، وعبد الله بن الزبير، وأبا ذر، وأبا الدرداء. روى عنه: محمد بن زياد الألهاني، ومعاوية بن صالح، ويزيد بن خمير، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ثقة. روى له: الجماعة إلا البخاري (٢) .
(١) تفرد به أبو داود. (٢) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (١٥/ ٣٤٩٦) .