للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش- محمد بن أبي عدي، والحاصل أنه روى هذا الحديث من ثلاث

روايات.

١٣١٦- ص- نا علي بن الحسين الدرهمي، نا ابن أبي عدي، عن بهز

ابن حكيم، نا زرارة بن أوفى، أن عائشة- رضي الله عنها-/ سئلت عن [٢/ ١٤٥- ب] صلاة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في جَوفِ الليلِ فقالت: " كان يُصلي صَلاةَ العشاء في

جماعة، ثم يَرجعُ إلى أهلِهِ، فيركعُ أربعَ رَكَعات، ثم يأوي إلى فِراشَه وَينامُ،

وطَهورهُ مُغَطَى عندَ رأسِهِ، وسوَاكُهُ موضوعٌ، حتى يَبْعَثَهُ الله تعالىً سَاعَتهُ

التي يَبْعَثُه من الليل، فيتسوكُ ويسبِغُ الوُضوء، ثم يقومُ إلى مُصَلاه، فيصلي

ثمانِ رَكَعات يقرأَ فيهن بأم القرآنِ، وسورة من القرآنِ، وما شاءَ اللهُ، ولا

يَقْعُدُ في شيء منها حتى يَقْعُدَ في الثامنة، ولا يُسْلمُ، ويقرأ في التاسعة، ثم

يَقْعُدُ، فيدْعُو بما شَاءَ اللهُ أن يَدْعُو، ويَسألُهُ، ويَركَبُ إليه، ويسلِّم تسَليمةً

واحدةً، شديدةً، يكادُ أن (١) يُوقِظُ أهْلَ البيْتِ من شدةِ تَسليمه، ثم يقرأ

وهو قاعدٌ بأمِّ الكتابِ، ويركعُ وهو قاعدٌ، ثم يقرأ الثانيةَ، فيركعُ، ويَسجُدُ،

وهو قاعد، ثم يَدْعُو ما شاءَ اللهُ أن يَدْعُوَ، ثم يُسلمُ، وينصرفُ، فلم تَزَلْ

تلكَ صلاةُ رسول الله- عليه السلام- حتى بَدُن فَنَقَصَ من التسع ثنتينِ

فَجَعَلَهَا إلى الست والسَبع، وركعتيه وهو قاعد، حتى قُبِضَ على ذلكَ " (٢) .

ش- " طهوره " بفتح الطاء، اسم لما يتطهر به، فيه استحباب التأهب

بأسباب العبادة، قبل وقتها، والاعتناء بها.

قوله: " فيتسوك " فيه دليل على استحباب السواك عند القيام من النوم.

قوله: "ويقرأ في التاسعة " أي: الركعة التاسعة، فهذه الركعة مع ما

قبلها من الركعتين هو الوتر، وهذ عين مذهب أبي حنيفة، حيث قعد

على رأس الركعتين ولم يسلم، ثم لما صلى التاسعة التي هي الثالثة من

الوتر قعد وسلم.


(١) كلمة " أن " غير موجودة في سنن أبي داود.
(٢) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>