ينقطع، وذلك لأن بدوام القليل تدوم الطاعة، ويثمر ذلك، بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة.
قوله:" وكان " أي: النبي- عليه السلام- إذا عمل عملاً أثبته. أي:
داوم عليه، وواظبه، ولا يقطعه، والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه.
١٣٣٩- ص- نا عبيد الله بن سعد، ناعمي، نا أبي، عن ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي- عليه السلام- بَعَثَ إلى عُثمان بن مظعون فَجَاءَهُ، فقال:" يا عثمانُ أرَغبتَ عن سُنتي؟ قال: فقال: لا والله يا رسول الله، ولكن سُنتكَ أطلبُ، قالَ: فإني أنام وأصلي، وأصومُ وأفطر، وأنكحُ النسَاءَ، فاتقِ الله يا عثمانُ، فإن لأهلِكَ عليك حقا، وإن لِضيفِكَ عليك حقا، وإن لنفسِكَ عليكَ حقا، فصُمْ وأفطِرْ، وصل ونَمْ "(١) .
ش- عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري، وعمّه يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، ومحمد بن إسحاق، وعثمان بن مظعون، بسكون الظاء المعجمة- القرشي الجمحي أبو السائب، وهو أول رجل مات من المهاجرين بالمدينة بعد رجوعه من بدر، وأول من دفن بالبقيع، وقيل: أول من مات بعد قدوم النبي- عليه السلام- المدينة كلثوم بن الهدم، وتوفي بعده أسعد بن زرارة، والأنصار تقول: إن أسعد بن زرارة أول مدفون بالبقيع، وأما المهاجرون فيقولون: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون.
قوله:" أرغبت " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار.
قوله:" سنتك أطلب " انتصاب " سنتك " بأطلب المحذوف، الذي يفسره " أطلب " الثاني.
قوله:" فإن لأهلك عليك حقًا " المراد من الأهل الزوجة، يريد أنه إذا أدأب نفسه، ضعفت قواه، فلم يستطع لقضاء حق أهله.