للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن النبيَّ- عليه السلام- كان يقرأُ النظائر، السورتين في ركعة: (الرحمن، والنجمَ) (١) في ركعة، و (اقتربتْ والحاقة) في ركعةَ، و (الطورَ، والذاريات) في ركعة، و (إذا وقعتْ، ونونْ) في ركعًة، و (سألَ سائل، والنازعَات) في ركعة، و (ويل للمطففين، وعبسَ) فهي ركعة، و (المدثرَ، والمزملَ) في ركعة، و (هل أتَى، ولا أقسمُ ببوم القيامة) في ركعة، و (عمَ يتساءلون، والمرسلات) في ركعة، و (الدخَانَ، وإَذا الشمسُ كُورتْ) في ركعةٍ " (٢) .

ش- إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وإسرائيل بن يونس، وأبو إسحاق السبيعي.

قوله: " أهَذا " الألف فيه للاستفهام، أي: أتهذ هذا كهذ الشعر، والهذ سرعة القراءة، أي: بسرعة كسرعة من يسرع في قراء الشعر. وقال الشيخ محي الدين: الهذ - بتشديد الذال- هو شدة الإسراع، والإفراط في العجلة، ففيه النهي عن الهذ، والحث على الترتيل، والتدبر، وبه قال جمهور العلماء، قال القاضي: وأباحت طائفة قليلة الهذ، وقال في: " كهذ الشعر" معناه في تحفظه وروايته، لا في إنشاده وترنمه، لأنه يرتل في الإنشاد والترنم في العادة.

قلت: انتصاب هذا على المصدر.

قوله: " ونثراً " عطف على قوله: " أهذا ".

قوله: " كنثر الدقَلِ "، الدقل- بفتح الدال، والقاف، وفي آخره لام- ثمر الدوم، وهو يشبه النخل، وله حب كبير، وفيه نوى كبير، عليه لحيمة عَفصَةٌ، يؤكل رطب، فإذا يبس صارت شبه الليف، وقيل: الدقل أردأ التمر، والبرني أجوده، وتراه ليبسه ورداءته لا يجمع، ويكون منثورًا، وقيل شبهه بتساقط الرطب اليابس من العذق إذا هُزَّ.


(١) في سنن أبيَ داود: " النجم والرحمن ".
(٢) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>