للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٨٩- ص- نا محمد بن المثنى، نا أبو إسحاق الطالقاني، نا الفضل بن

موسى، عن عبيد الله بن عبد الله العتكي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه،

قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: " الوترُ حق، فمن لم يوتر فليسَ منَّا،

الوترُ حق فمن لم يوترْ فليسَ منَّا، الوترُ حقٌّ فمن لم يوترْ فليسَ منَّا " (١) .

ش- أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البياني، مولاهم

الطالقاني. سمع مالك بن أنس، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن

عيينة، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى

الفراء، ويعقوب بن شيبة، وغيرهم، وقال ابن معين: ثقة، وقال

أبو حاتم: صدوق، توفي بمر [و] سنة خمس عشرة ومائتين. روى

له: أبو داود، والترمذي (٢) .

قوله:" الوتر حق " أي: واجب ثابت، والدليل على هذا المعنى قوله:

" فمن لم يوتر فليس منا " وهذا وعيد شديد، ولا يقال مثل هذا إلا في

حق تارك فرض، أو واجب، ولا سيما وقد تأكد ذلك بالتكرار ثلاث

مرات، ومثل هذا الكلام بهذه التأكيدات لم يأت في حق السنن، فحينئذ

سقط ما قال الخطابي في قوله: " وقد دلت الأخبار الصحيحة على أنه لم

يرد بالحق الوجوب الذي لا يسع غيره، منها خبر عبادة بن الصامت لما

بلغه " أن أبا محمد رجلاً من الأنصار يقول: الوتر حق، فقال: كذب

أبو محمد. رُوي عن النبي- عليه السلام- في عدد الصلوات الخمس "

ومنها خبر طلحة بن عبيد الله في سؤال الأعرابي، ومنها خبر أنس بن

مالك في فرض الصلوات ليلة الإسراء ".

بيان ذلك: أن عُبادة بن الصامت/ إنما كذب الرجل في قوله كوجوب [٢/ ١٥٩ - ب] الصلاة ولم يقل أحد أن الوتر واجب كوجوب الصلاة الفرض، وأما

خبر طلحة بن عبيد الله فكان قبل وجوب الوتر، بدليل أنه لم يذكر فيه

الحج، فدل على أنه متقدم على وجوب الحج، ولفظة " زادكم صلاة "


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٢/ ١٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>