ش- أبو عُبيْد: اسمُه: سعد بن عُبيد المدني، مولى عبد الرحمن بن أزهر، ويقال: مولى عبد الرحمن بن عوف، وهو ابن عمه. سمع: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة. روى عنه: الزهري، وسعيد بن خالد القارظي، قال الزهري: كان من الفقهاء والقدماء. توفي بالمدينة سنة ثمان وتسعين. روى له: الجماعة.
قوله:" يُستجابُ " قال الباجي: يحتمل يُستجاب " الإخبار عن وجوب وقوع الإجابة، والثاني: الإخبار عن جواز وقوعها، فإذا كان بمعنى الوجوب فالإجابة بثلاثة أشياء: إما تعجيل ما سأل فيه، وإما أن يكفر عنه به، وإما أن يدخر على ما جاء في الحديث. فإذا قال: دعوتُ فلم يُسْتجبْ لي نال وجوب أحد هذه الثلاثة، إذ عرّى الدعاء من جميعها، وإذا كان بمعنى الجواز لوقوع الإجابة فيمنع ذلك قول الداعي: قد دعوت فلم يستجب لي , لأن ذلك من باب القُنوط، وضُعف النفس والسخط، وقيل: معناه: أنه يسأمُ من الدعاء ويتركُه فيكون كالمنان بدعائه، والمُبخل لربّه الكريم، وقيل: إنما ذلك إذا كان غرضه من الدعاء ما يُريد فقط، وإذا لم ينله ثقُل عليه الدعاء , بل يجبُ أن يكون أبدا في دعائه باسم إظهار الحاجة إليه، والطاعة له وسِمة العبودية.
قوله: " ما لم يعْجل " أي: يقطع الدعاء. والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه.
٤٥٥- ص- نا عبد الله بن مسْلمة: نا عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق عن من حدثه، عن محمد بن كعب القُرظي قال: حدثني عبد الله بن عباس، أن رسول الله- عليه السلام- قال: " لا تسْتُرُوا الجُدُر، من نظر في كتاب أخيه بغيرِ إذنه، فإنما ينظُرُ في النار، سلُوا الله ببُطُون أكُفكُم ولا تسألُوه بظُهُورِها، فإذا فرغْتُم فامْسحُوا بها وُجُوهكُم " (١)
(١) ابن " ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: من رفع يديه في الدعاء ومسح بهما وجهه (١٨١ ١) ، وكتاب الدعاء، باب: رفع اليدين في الدعاء (٣٨٦٦) .