للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش- " لا تستروا الجدر " الجُحُر- بضمتين- جمعُ جدار , وإنما نهى عن ذلك لما فيه من الإسراف، ونوع من التجبر، فإن قصد به دفع الحر أو البرد جاز.

قوله: " فإنما ينظر في النار " قيل: هو تمثيلٌ أي: فليحذر هذا الصنيع كما يحذرُ النار، إذْ كان معلومًا أن النظر في النار والتحديق لها يضر بالبصر، ويحتملُ أن يُريد بالنظر الدنو منها , لأن النظر إلى الشيء إنما يتحقق بقرب المسافة بينك وبينه. وقيل: معناه: فإنما ينظر إلى ما يُوجب عليه النار فأضْمره. وزعم بعض أهل العلم انه أراد به الكتاب الذي فيه أمانة وسرّ، يكره صاحبه أن يطلع عليه احد دون الكتب التي فيها العلمُ، فإنه لا يحل منعه، ولا يجوز كتمانه، وقيل: هو عام في كل كتاب , لأن صاحب الشيء أولى بماله، وإنما يأثم بكتمان العلم الذي يُسأل عنه، فأما أن يأثم في منعه كتابًا عنده وحبسِه عن غيره فلا وجه له والله أعلم. قوله: " سلوا " أصله: اسْألوا الله.

قوله: " ولا تسألوه بظهورها " قد صح عن رسول الله- عليه السلام- أنه استسقى وأشار بظهر كفّيه إلى السماء من رواية أنس بن مالك، وقد تقدم. وهو اختيار جماعة من العلماء، واستحبوه، وهو الذي فسّره المفسرون بالرّهب في قوله تعالى: (يدْعُوننا رغبا ورهبا " (١) قالوا: وأما عند المسألة والرغبة فتُبْسط الأيدي وظهورها إلى الأرض وهو الرعبُ. والحديث أخرجه: ابن ماجه.

ص- قال أبو داود: رُوي هذا الحديثُ من غيرِ/ وجه، عن محمد بن كعبٍ كلُها واهية , وهذا الطريقُ أمثلُها , وهو ضعيف - أيضا.

ش- أي: كلها ضعيفة ساقطة , وهذا الطريق الذي ذكره أمثلها يعني: أفضلها، وهو ضعيف- أيضًا- لأن فيه مجهولا.

١٤٥٦- ص- نا سليمان بن عبد الحميد البهْراني قال: قرأتُ (٢) في


(١) سورة الأنبياء: (٩٠) .
(٢) في حق أبي داود: " قرأته ".

<<  <  ج: ص:  >  >>