الصلاة، كما يذكر السجود ويراد به الصلاة , من قبيل ذكر الجزء وإرادة
الكل.
قوله: " من غير الفريضة " يعني: تكون تلك الركعتان من النوافل.
قال الشيِخ محيي الدين: الظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب
وتحية المسجد وغيرها من النوافل.
قلت: قد نظر في ذلك إلى ظاهر اللفظ , ولكز، السنن تابعة للفرائض،
فإذا استُثنيت الفرائض تُسْتثنى السنن معها تبعا لها، فيكون المراد ركعتين من
النافلة المحضة. وقال: يقرأ في الأولى (قُلْ يا أيها الكافرُون) ، وفي الثانية: (قُلْ هُو اللهُ احد) ويستحب / افتتاح الدعاء المذكور وختمه بالحمد لله، والصلاة والتسليم على رسول الله.
قوله: " أستخيرك " أي: أطلب منك الخير فيما هممت به، وأن تخير
لي أصلح الأمْرين أي: تختاره- لأنك عالم به وأنا جاهل.
قوله: " وأسْتقدرك " أي: أطلب أن تُقدر لي على أصلح الأمرين، أو
اطلب منك القدرة على ما نويتُه , فإنك قادر على إقدارِي عليه أو تقدر
لي الخير بسبب قدرتك عليه، والباء للسببيّة في الموضعين
قوله: " يُسميه بعيْنه الذي يريدُ " معترض بين اسم " إن " وخبرها،
أي: يُسمي الأمر الذي قصده بعينه، مثلا يقول: اللهم إن كنت تعلم أن
هذا السفر خير لي، أو هذا النكاح، أو هذا البيع ونحو ذلك.
قوله: " في ديني " يعني: إن كان فيه خير يرجع لديني ولمعاشي وعاقبة
أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر لأنه رُبّ شيء يهمّه الرجل يكون فيه خير في
تلك الحال في الظاهر , ولكن لا يكون له خير في آخر الأمر , بل ينقلب
إلى عكسه , فلذلك زاد- عليه السلام- في الدعاء بقوله " وعاقبة أمري".
قوله: " فاقدره "- بضم الدال- أي: اقض لي به وهيئهُ.
قوله: " مثل الأول " أي: يقول مثل ما قال في الأول، يقولُ:، اللهم