قوله:"يقرأ السلام " جملة وقعت حالا من الضمير الذي في "أرسل ". قوله:" إلى أجل " أي: يُنهى إلى أجل، والأجل مدة الشيء.
قوله:" ونفسه تقعقع " جملة حالية من الصبي، ومعنى تقعقع تضطرب وتتحرك، أراد كلما صار إلى حال لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى تقربه من الموت، والقعقعة: حكاية حركة لشيء يسمع له صوت.
قوله:" إنها رحمة " أي: إن الدمعة التي نزلت من عيني رحمة، والمعنى من أثر شفقة ورحمة في القلب، نفضها القلب إلى ظاهر العين. قوله:" الرحماء " بالنصب مفعول قوله: " يرحم الله"، والرحماء جمع رحيم، كالكرماء جمع كريم، والندماء جمع نديم، ويستفاد من الحديث جواز البكاء على من يحضر، ولكن من غير صوت، وجواز إرسال أصحاب من يحضر إلى أحد من جهتهم ليحضر عند من حضر، وفيه حث وتحريض على التخلق بأخلاق الرحماء، والصحاب الشفقة، والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. ١٥٦١ - ص - نا شيبان بن فروخ، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وُلدَ لي الليلة غلام، فسميتُه باسم أبي إبراهيمَ " فذكر الحديث، قال أنس: لقَد رأيتُه يكيد بنفسه بين يَدَيْ رسول الله- عليه السلام- فدمَعَتْ عينَا رسول الله، فقال: تَدمعُ العينُ، ويَحزنُ القلبُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي ربّنا- عز وجل- " إِنُّا بكَ يا إبراهيم لَمَحْزُونُونَ " (١) .
ش- شيبان بن فروخ وهو ابن أبي شيبة الأبُلِّي، بضم الهمزة، وبالباء الموحدة، أبو محمد الحَبَطي. روى عن: جرير بن حازم، وأبي عوانة، وحماد بن سلمة، وأبان بن يزيد، وغيرهم. روى عنه: مسلم،
(١) البخاري: كتاب الجنائز، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنا بك لمحزونون" (تعليقا) ، مسلم: كتاب الفضائل، باب: رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان (٢٣١٥) .