للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " يا بني " تصغير الشفقة كما في قوله تعالى: (وإذْ قال لُقْمانُ

لابْنه وهُو يعظُهُ يا بُنيّ) (١) ، وأمثال ذلك كثيرة في القرآن، وأصل ابن

بنوً، فلما جيء بالهمزة في أوله حذفت الواو، وإنما صُغر على هذه

الصيغة لأن الهمزة غير معتد بها، فيبقى الاسم بعد التصغير على بنيو،

واجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فأبدلت الواو ياء،

وأدغمت الياء في الياء، وصار " بُني "، فإن قيل: لم وجب حذف

الهمزة؟ قلت: لأنها إما أن تثبت وصلاً أو تحذف، فإن حذفت أُقبل بياء

فُعيل، فإن بقيت رجعت همزة الوصل قطعية، فإن قيل: من أين قلت:

إن أصل ابن بنو؟ قلت: لأنك تقول في مؤنثه بنت كما تقول في مؤنث

الأخ أخت، ولم نر هذه التاء تلحق مؤنثاً إلا ومذكره محذوف الواو،

يدل على ذلك أخوات، فافهم.

قوله: " سل اله " أصله " اسأل " فخفف بحذف الهمزة في الموضعين،

وحركت السن لتعذر الابتداء بالساكن، يقال: سألته الشيء، وسألته

عن الشيء سؤالاً ومسألة، وهو يتعدى إلى مفعولين؛ لأن الفعل لا يخ (٢)

إما أن يتعدى إلى واحد أو اثنين أو ثلاثة كما عرف في موضعه. والجنة في

اللغة: البستان، سميت داراً لبقائها إما لاشتمالها على الجنان وهي

البساتين، أو لاستتارها عن أعين الناس.

قوله: " وتعوذ به " أي: بالله، من قولك: عُذت بفلان، واستعذت

به أي: لجأت إليه.

قوله: " فإني " الفاء فيه للتعليل.

قوله: " يقول " جملة حالية من الرسول.

قوله: " إنه " أي: إن الشأن.

قوله: " في هذه الأمة " الأمة في الأصل: الجماعة. قال الأخفش:

هو في اللفظ واحد، وفي المعنى جمع، وكل جنس/في الحيوان أمة.


(١) سورة لقمان: (١٣) .
(٢) كذا، ولعلها بمعنى " لا يخرج ".

<<  <  ج: ص:  >  >>