كما في قوله تعالى: (كُل شيْء هالك إلا وجْههُ) (١) أي: ذاته. أما
إقباله بقلبه فهو الخشوع، وأما إقباله بوجهه فهو الخضوع بالأعضاء، وقد
جمع عليه السلام بهذين اللفْظين أنواع الخشوع والخضوع.
قوله: " إلا أوجب " أي: إلا أوجب الجنة، وبه/في رواية أبي بكر
ابن أبي شيبة حيث قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: نا معاوية بن
صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن
جبير بن نفير، عن مالك الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، أن
رسول الله- عليه السلام- قال: " ما من أحد يتوضأ، فيحسنُ الوضوء،
ثم يصلي ركعتين مُقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة " الحديث.
قوله: " فقلت: بخ بخٍ " كلمة " بخ بخ " من الأسماء الجارية مجرى
الأصوات، تستعمل عند الرضا والإعجاب، وتفخيم الأمر وتعظيمه.
قال الأعشى:
بين الأشج وبن قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود
ويقال بالتسكين والكسر مع التنوين والتخفيف، وبالكسر دون تنوين
وبضم الخاء مع التنوين والتشديد، واختار بعضهم إذا كررت تنوين الأولى
وتسكين الثانية. وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في " هل " و " بل "،
ومنْ كسر ونون أجراها مجرى " صه " و " مه "، وبخبخ الرجل إذا قال:
بخ.
قوله: " ما أجود هذه " يعني: هذه الفائدة أو البشارة أو العبادة،
وجوْدتُها من جهات، منها: أنها سهلة متيسرة يقدرُ عليها كل أحد بلا
مشقة. ومنها: أن أجرها عظيم.
قو له: " التي " مبتدأ.
وقوله: " أجود " خبره، وقوله: " يا عقبة " معترض بينهما.
قوله: " قال: قال آنفاً " الضمير الذي في " قال " الأولى راجع إلى
(١) سورة القصص: (٨٨) .