للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيع (١) ، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير،

عن عائشة، فذكره. وكذلك رواه الدارقطني، ورجال هذا السند كلهم

ثقات. وقد مال ابن عبد البر إلى تصحيح هذا الحديث، وحبيب لا يُنكر

لقاؤه عروة، لروايته عمن هو أكبر من عروة، وأقدم موتاً، وقال في

موضع آخر: لا شك أنه أدرك عروة.

ص- قال أبو داود: ورُوي عن الثوري [قال:] : ما حدثنا حبيب إلا عن

عروة المزني- يعني: لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء- وقد روى

حمزة الزيات، عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثاً صحيحاً.

ش- نقل أبو داود ما رُوي عن الثوري من قوله: " ما حدثنا حبيب "

إلى آخره، ثم لم يرض بما قاله الثوري، فلذلك قال بكلمة التحقيق:

" وقد روى حمزة الزيات عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثاً صحيحاً،

وهو قوله- عليه السلام-: " اللهم عافني في جسدي، وعافني في

بصري ". رواه الترمذي في الدعوات، وقال: غريب (٢) . فأبو داود

مثبت، والثوري نافي، والمثبت مقدم على النافي.

سلمنا أن هذا عروة المزني، أفلا يحتمل أن حبيباً سمعه من ابن الزبير

وسمعه من عروة المزني أيضاً كما وقع ذلك كثيراً في الأحاديث؟ وقد جاء

لحديث عائشة طرق جيدة سوى ما مر من رواية حبيب، عن عروة عنها،

" (٣) الأولى: قال أبو بكر البزار في " مسنده ": حدثنا إسماعيل بن

يعقوب بن صبيح، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا أبي، عن

عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن عائشة- رضي الله عنها-: " أنه

- عليه السلام- كان يقبل بعض نسائه ولا يتوضأ ". وعبد الكريم روى

عنه مالك في " الموطأ "، وأخرج له الشيخان وغيرهما، ووثقه ابن معين،

وأبو حاتم، وأبو زرعة. وموسى بن أعين مشهور، ووثقه أبو زرعة،


(١) في سنن ابن ماجه (٥٠٢) : " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد
قالا: ثنا وكيع ".
(٢) الترمذي (٣٤٨٠) .
(٣) انظر: نصب الراية (١/٧٣- ٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>