للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عنه: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس،

والسائب بن يزيد، وطارق بن شهاب، وغيرهم. مات بالجُرف وهو

على عشرة أميال من المدينة، ثم حمل على رقاب الرجال إليها سنة ثلاث

وثلاثين في خلافة عثمان، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان.

روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (١) .

قوله: " فلينضح " المراد بالنضح هاهنا: الغسل، يدل عليه الحديث

الذي قبله: " فاغسل ذكرك ". قال الشيخ محيي الدين (٢) : " النضح

يكون غسلاً ويكون رشا، وقد جاء في الرواية الأخرى: " يغسل ذكره "

فتعين حمل النضح عليه ".

وأخرجه النسائي وابن ماجه. وقال الإمام الشافعي: حديث سليمان

ابن يسار، عن المقداد مرسل، لا نعلم سمع منه شيئاً. وقال البيهقي:

هو كما قال. وقد رواه بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ابن

عباس من قصة علي، والمقداد موصولاً.

قلت: قد ذكر صاحب " الكمال " أن سليمان بن يسار سمع المقداد بن،

الأسود كما ذكرناه الآن. ويستفاد من هذا الحديث فوائد، الأولى: أن

المذي يوجب الوضوء ولا يوجب الغسل.

والثانية: جواز الاستنابة في الاستفتاء.

والثالثة: يجوز الاعتماد على الخبر المظنون مع القدرة على المقطوع به،

فإن عليا- رضي الله عنه- اقتصر على قول المقداد مع تمكنه من سؤال

النبي- عليه السلام-.

والرابعة: فيه استحباب حُسن العشرة مع الأصهار، وأن الزوج


(١) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (٣/٤٧٢) ، وأسد الغابة
(٥/٢٥١) ، والإصابة (٣/٤٥٤) .
(٢) انظر: " شرح صحيح مسلم " (٣/٢١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>