للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " وأنا حائض " جملة اسمية وقعت حالاً عن الضمير المرفوع

المنفصل، المعطوف عليه " رسول الله ".

قوله: " طامث " من طَمَثَت المرأة تطمث طمثاً إذا حاضت، من باب

نصر ينصر، وطَمِثَت- بالكسَر- فهي طامث، من باب علم يعلم،

ويجوز طامثة أيضاًَ كما يحوز حائض وحائضة، والوجه فيه أن الصفة التي

لا يوصف بها الذكور يحوز فيها ترك التاء عند توصيف المؤنث لعدم

الالتباس، ويحوز إتيان التاء على الأصل، وبعضهم تأول الحائض

والطامث بذات الحيض وذات الطمث كما يقال: لابن وتَامر بمعنى ذو لبن،

وذو تمر، وأما قولها: " أنا حائض طامث " من باب التأكيد اللفظي،

ولا اعتبار لاختلاف الحروف؛ لأن الاعتبار لاتحاد المعنى.

قوله: " فإن أصابه مني شيء " أي: فإن أصاب الشعار مني شيء غسل

موضع ما أصابه من ذلك.

قوله: " لم يَعدُه " أي: لم يعدُ الموضع المصاب، بمعنى لم يتجاوز

ذلك الموضع في الغسل، بل يقتصر على غسل موضع الإصابة.

قوله: " وإن أصاب يعني: ثوبه " أي: ثوب رسول الله " منه " أي:

من دم الحيض، كذلك يقتصر على غسل مكانه، ثم صلى فيه.

٢٥٥- ص- حدَّثنا عبد الله بن مسلمة قال: نا عبد الله- يعني: ابن عمر

ابن غانم، عن عبد الرحمن- يعني: ابن زياد- عن عمارة بن غراب، أن

عمةً له حدثته، أنها سألت عائشةَ- رضي الله عنها- فقالت: إِحدَانَا تَحيضُ

وليس لها ولِزَوجهَا إلا فِراشٌ واحدٌ. قالت: أخبِرُكِ ما (١) صنعَ رسولَ الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ دخل فمضىَ إلى مسجده- قال أبو داودَ: تعني: مسجدَ بَيته- فلم

ينصرف- حتى غَلَبتنِي عَينيَّ فأوجَعَهُ (٢) البردُ، فقال ادنِي مني. فقلَتَ: إني

حائضٌ. فقال: وإن، اكشِفِي عن فَخِذَيكِ، فكَشفتُ فَخِذِي، فوضَعَ خَلَّد

وصدرَه على فَخِذِيٌ وحَنَيتُ عليه حتى دَفِئَ ونَامَ (٣) .


(١) في سنن أبي داود: (بما) .
(٢) في سنن أبي داود: " وأوجعه ".
(٣) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>