عبد الله الأشج. قال أبو حاتم: مجهول ليس بمشهور. روى له:
أبو داود، والنسائي، وابن ماجه (١) .
قوله: " فشكت إليه الدم " أي: سيلان الدم الخارج عن العادة.
فوله: " إنما ذلك عرق " أي: دم عرق؛ لأن الدم ليس بعرق، وإنما
حذف المضاف توسعاً يريد أن ذلك علة حدثت بها من تصدع العرق
فاتصل الدم، وليس بدم الحيض الذي يدفعه الرحم لميقات معلوم. وقد
قلنا: إن الاستحاضة: جريان الدم من فرج المرأة في غير أوانه، ولكنه
يخرج من عرق يقال له: العَاذِل- بالعين المهملة، وكسر الذال المعجمة-
بخلاف دم الحيض، فإنه يخرج من قعر الرحم.
فوله: " فانظري إذا أتاك قرؤك " أي: حيضك الذي هو أيام معدودة فلا
تصلي فيها.
قوله: " فإذا مرّ قرؤك " أي: حيضك المعروف فتطهري، أي:
فاغتسلي، ثم صلي ما بين القرء إلى القرء، أي: ما بين الحيض الماضي
إلى الحيض الآتي؛ لأن ما بينهما استحاضة، فلا تمنع الصلاة والصوم
ونحوهما. وفيه حجة لأبي حنيفة على الشافعي، حيث حمل القرء على
الحيض في باب العدة، والشافعي على الطهر، وهو من الأضداد،
يُحمل على الحيض والطهر كالجون يحمل على الأسود والأبيض، وفيه
لغتان: ضم القاف وفتحها، ويجمع على أقراء وقروء. والأصل في
القرء: الوقت المعلوم، فلذلك وقع على الضدين؛ لأن لكل منهما وقتاَ،
وأقرأتِ المرأةُ إذا طهرت وإذا حاضت. والحديث أخرجه النسائي أيضاً.
٢٦٥- ص- حدَثنا يوسف بن موسى قال: نا جرير، عن سُهيل- يعني:
ابن أبي صالح- عن الزهري، عن عروةَ بن الزبير قال: حدثتني فاطمة بنت
أبي حبيشٍ أنها أمرت أسماءَ، أو أسماءُ حدثتني أنها أمرتهَا فاطمةُ بنتُ
(١) المصدر السابق (٢٨ /٦١٨٤) .