ش- قد ذكرنا أن " سبحان الله " في مثل هذا الموضع يراد بها
التعجب، وكذا " لا إله إلا الله "، ومعنى التعجب: كيف يخفى مثل هذا
الظاهر الذي لا يحتاج الإنسان في فهمه إلى فكر؟ وفيه جواز التسبيح عند
التعجب من الشيء واستعظامه، وكذلك يحوز عند التنبيه على الشيء
والتذكير به.
قوله: " فتطهرين أحسن الطهور " بضم الطاء، والمراد منه الوضوء
الكامل.
قوله: " حتى يبلغ شؤون رأسك " بضم الشن المعجمة وبعدها همزة،
ومعناه: أصول شعر رأسها، وأصل الشؤون: الخطوط التي في عظم
الجمجمة، وهو مجتمع شعب عظامها، الواحد منها شأن. وقال الشيخ
زكي الدين: الشؤَون: عظام الرأس وطرائقه ومواصل قبائله، وهي أربع
بعضها فوق بعض.
قوله: " نعم النساء " اعلم أن " نعم " من أفعال المدح، كما أن " بئس "
من أفعال الذم، وهي ما وضع لإنشاء مدح أو ذم، وشرطها أن يكون
الفاعل معرفاً باللام، أو مضافاً إلى المعرف بها، وهما فعلان بدليل جواز
اتصال تاء التأنيث الساكنة بهما في كل اللغات، ويحوز حذفها وإن كان
الفاعل مؤنثاً حقيقيا؛ لأنه غير متصرف فأشبه الحرف، ومنه قول عائشة
- رضي الله عنها- حيث قالت: " نعم النساء "، ولم تقل: " نعمت
النساء "، فارتفاع " النساء " على الفاعلية، وارتفاع " النساء " الثانية على
أنها مخصوصة بالمدح كما في قولك: نعم الرجل زيد، فيكون هذا
مبتدأ، وما قبله الجملة خبر عنه.
قوله: " أن يسألن " في موضع النصب على المفعولية، و " أن "
مصدرية، والتقدير: لم يكن يمنعهن الحياء سؤالهن عن أمور الدين.
***