للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الكوعين، والجواب عنه: أن هذا صورة الضرب للتعليم، وليس فيه

جميع ما يحصل به التيمم كما ذكرنا في الحديث الماضي.

قوله: " اتق الله " يعني: خف الله، ومعنى هذا الكلام: اتق الله فيما

ترويه، وتثبت، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك الأمر.

قوله: " إن شئت والله لم أذكره أبدا " معناه: إن رأيت المصلحة في

إمساكي عن التحدث به راجحة على مصلحة تحدثي أمسكت، فإن طاعتك

واجبة عليَّ في غير مَعصية. ويحتمل أنه أراد: إن شئت لم أحدث به

تحديثاً شائعاً بحيث يشتهر في الناس، بل لا أحدث به إلا نادراً.

قوله: " كلا والله " " كلا " ردع وزجر وتنبيه على الخطإ، ومنه قوله

تعالى: (كلا) بعد قوله: (إِذَا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيه رزقَهُ فَيَقُولُ رَبّ (١)

أهانني (٢)) ، ويجيء بمعنى حقا، ومنه قوله تعالىَ. (كَلا إِنَ الإِنسَانَ

لَيَطغَى) (٣) ، وفي قصة عمار- رضي الله عنه- جواز الاجتهاد في زمن

النبي- عليه السلام- فإن عماراَ- رضي الله عنه- اجتهد في صفة

التيمم، وقد اختلف الأصوليون فيه، قيل: يجوز الاجتهاد في زمنه

بحضرته وغير حضرته، وقيل: لا يجوز أصلاَ، وقيل: يجوز في غير

حضرته ولا يجوز في حضرته. والحديث أخرجه البخاري، ومسلم،

والترمذي، والنسائي، وابن ماجه مختصراَ ومطولاً.

٣٠٧- ص- حدَثنا محمد بن العلاء قال: نا حفص قال: نا الأعمش،

عن سلمة بن كهيل، عن ابن أبزى، عن عمار بنِ يسار في هذا الحديث

فقال: " يا عَمارُ، إنما كانَ يكفيكَ هكذا "، ثم ضربَ بيديه الأرضَ، ثم


(١) كذا بحذف الياء، ولم اعثر لها على قراءة، فالله أعلم.
(٢) كذا قرأها نافع في رواية قالون، والمسيبي وأبي بكر بن أبي أويس وأخيه،
وإسماعيل بن جعفر، وأبي قرة، وأبي خليد، ويعقوب بن جعفر،
وخارجة وورش عن نافع في الوصل. وانظر السبعة (٦٨٤ - ٦٨٥) .
(٣) سورة العلق: (٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>