للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما كرر للزيادة في المبالغة والتأكيد، ولأن العرب إذا بالغت في الشيء

اشتقت من اللفظة الأولى لفظةً على غير بنائها، ثم اتّبعوها إعرابها،

فيقولون: جَاد مجد، وليل لائل.

قوله: " ولم يركب " تأكيد لقوله: " ومشى "، ويحتمل أن لا يكون

تأكيداً ويكون المعنى: ولم يركب بالكلية في الذهاب والإياب؛ لأنه إذا

مشى في الذهاب فقط، أو في الإياب فقط، أو مشى شيئاً يسيراً في

الذهاب، أو الإياب، يصدق عليه أنه مشى، ولم يصدق عليه أنه لم

يركب، فح (١) لا يكون قوله: " ولم يركب " تأكيداً، فافهم.

قوله: " فاستمع " أي: إلى الخطبة.

قوله: " ولم يلغ " من اللَّغو، يقال: لغى الإنسان يلغو، ولغَى يلغَى،

ولغي يَلغَى، إذا تكلم بالمطرّح من القول وما لا يُعنى، وألغى إذا أسقط،

فالأول من باب: نصر ينصر، والثاني من باب: فتح يفتح، والثالث من

باب: علم يعلم.

قوله: " بكل خطوة " الخُطوة- بالضم- بُعدُ ما بين القدمَين في المشي

- وبالفتح- للمرة، وجمع الخطوة في الكثرة خُطى، وفي القلة

خُطوات- بسكون الطاء وضمها وفتحها-.

قوله: " عملُ سُنَة " بالرفع على أنه اسم " كان ".

قوله: " أجر صيامها " بالرفع أيضاً على أنه بدل من العمل/.

والحديث أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه. وقال الترمذي:

حديث أوس بن أوس حديث حسن.

٣٣٠- ص- حدَّثنا قتيبة بن سعيد قال: نا الليث، عن خالد بن يزيد،

عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نُسن، عن أوس الثقفي، عن رسول

الله- عليه السلام- أنه قال: " من غسَّلَ رأسَه يومَ الجُمُعة واغتسلَ " ثم

ساق نحوه (٢) .


(١) أي: " فحينئذ ".
(٢) انظر الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>