للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤٣- ص- حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي

قال: ثنا بكار بن يحيى قال: حدثتني جدتي قالت: دخلت على أمِّ سَلَمةَ

فسألَتهَا امرأةٌ من قُريش عن الصلاةِ في ثوب الحائضِ؟ فقالت أم سَلَمَةَ: قد

كان يُصيبُنَا الحَيضُ/على عَهد رسول اللهِ- عليه السلام-، فتَلبثُ إحدانا

أيامَ حَيضَهَا، ثم تَطهُرُ فتنظر الَثَّوبَ الَذي كانت تَقلَّبُ فيه، فإن أَصَابَه دَمٌ

غسَلنَاهُ وصَفَينَا فيه، وإن لم يكن أصَابَه شيءٌ تَرَكنَاه، ولم يَمنعنا ذلك من أن

نُصلِّيَ فيه، وأمَّا المُمتَشِطَةُ فكانَت إحدانا تكونُ مُمتشطَةً فإذا اغتسلت لم

تَنقُض ذاك؛ ولكنها تَحفنُ على رأسِهَا ثَلاثَ حَفَنَات، فإذا رأت البَلَلَ في

أصُولِ الشَّعرِ دَلَكَته، ثم أفاضت على سائرِ جَسَدِها (١) .

ش- يعقوب بن إبراهيم: الدورقي، وعبد الرحمن بن مَهدي:

أبو سعيد العنبري.

وبكار بن يحيى روى عن: جدته، عن أم سلمة. روى عنه:

عبد الرحمن بن مهدي. روى له: أبو داود (٢) .

قوله: " تقَلَّبُ فيه " أصله: تتقلبُ؛ فحذفت إحدى التائين، من

قولك: فلان يَتقلَّبُ في أمره، أي: يتحول من حال إلى حال. وفي

بعض الرواية: " الذي كانت تعلَّت فيه " من قولهم. تعلت المرأةُ من

حيضها إذا طهرت، وكذا يقال: تعلت النُّفسَاء إذا ارتفعت وطهُرَت،

ويقال: تعالت- أيضاً- ويجوز أن يكون من قولهم: تعلَّى الرجل من

عِلَّته إذا برأ أي: خرجَت من نفَاسِها وسَلِمَت.

قوله: " وأما المُمتشطةُ " أي: المرأة الممتشطةُ: وهي التي تَمتشِطُ:

يُقال: امتشطت المرأةُ، ومَشطتها الماشطةُ إذا سرحت شعرها بالمشط، وفيه

ثلاث لغات، وأنكر ابن دريد الكسر، وحكى ضم الميم والشين. قال

ابن دريد: إلا أن يزاد ميم فيقال: مُمشُط.


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٤/٧٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>