للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة أنه أعتم بها حتى ذهب عامة الليل؛ وكل هذه الروايات في

" الصحيح ". قال: فثبت بهذا أن الليل كله وقت لها. ولكنه على أوقات

ثلاثة: فأما من حين يدخل وقتها إلى أن يَمضي ثلث الليل: فأفضل وقت

صليت فيه، وأما بعد ذلك إلى أن يتم نصف الليل: ففي الفضل دون

ذلك، وأما بعد نصف الليل فدونه، ثم ساق بسنده، عن نافع بن جُبير

قال: كتب عمر إلى أبي مُوسى: " وَصِّل العشاء أيُّ الليل شئت ولا

تغفلها ".

/ولمسلم في قصة التَّعريس (١) ، عن أبي قتادة أن النبي- عليه

السلام- قال: " ليس في النوم تفريط؛ إنما التفريط أن يؤخر صلاة حتى

يدخل وقت الأخرى "؛ فدل على بقاء الأولى إلى أن يدخل وقت

الأخرى؛ وهو طلوع الفجر الثاني " (٢) .

وسليمان بن موسى: أبو أيوب الدمشقي الأسدي الأشدق. ويقال:

أبو الربيع، مولى لآل أبي سفيان، فقيه أهل الشام. سمع: عطاء بن

أبي رباح، ونافعا مولى ابن عمر، ونافع بن جبير، وكريبا مولى ابن

عباس، وعبيد بن جريح، والزهري، وغيرهم. روى عنه: الأوزاعي،

وابن جريح، وزيد بن واقد، وجماعة آخرون. قال ابن دحيم: أوثق

أصحاب مكحول: سليمان بن موسى ٠ وسئل ابن معين عنه: ما حاله

في الزهري؟ فقال: ثقة. وقال ابن جريج: كان سُليمان يُفتي في

العُضَل، وكان عنده مناكير. وقال ابن عدي: روى أحاديث ينفرد بها لا

يرويها غيرُه، وهو عندي ثبت صدوق. قيل: مات سنة تسع عشرة

ومائة. روى له الجماعة إلا البخاري (٣) .

ص- وكذلك رواه ابنُ بُريدة، عَن أبيه، عن النبي- عليه السلام-.


(١) قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم في كتاب: المساجد ومواضع الصلاة،
باب: قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها (٦٨١ / ٣١١) .
(٢) إلى هنا انتهى الحقل من نصب الراية.
(٣) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (١٢/٢٥٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>