للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظل كل شيء مثليه؛ وهذا حجة للجماعة عليه مع حديث ابن عباس في

بيان المواقيت وحديث جابر وغير ذلك ".

قلنا: الجواب من جهة أبي حنيفة: أنه- عليه السلام- أمر بإبراد الظهر

بقوله: " أبردوا بالظهر " بمعنى: صلوها إذا سكنت شدة الحرّ؛ واشتداد

الحر في ديارهم يكون في وقت صيرورة ظل كل شيء مثله، ولا يفتر الحر

إلا بعد المثلَين؛ فإذا تعارضت الأخبار يبقى ما كان على ما كان، ووقت

الظهر ثابت بيقين، فلا يزول بالشك، ووقت العصر ما كان ثابتاً فلا

يدخل بالشكَّ؛ وأما حديث ابن عباس، وجابر وغيرهما: فلا يدل على

أن لا يكون ما وراء وقت الإمَامة وقتا للظهر؛ ألا ترى أن جبريل- عليه

السلام- أم للفجر في اليوم الثاني حين أسفر، والوقت يبقى بعده إلى

طلوع الشمس؟ وكذلك صلى العشاء حين ذهب ثلث الليل والوقت يبقى

بعده إلى طلوع الفجر.

٣٩٠- ص- نا يوسف بن موسى: نا جرير، عن منصور، عن خيثمة

قال: حياتها: أن تجد حرها (١) .

ش- يوسف بن موسى: أبو يعقوب القطان الكوفي. وجرير: ابن

عبد الحميد، ومنصور: ابن المعتمر.

وخَيثمة: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبرة، واسم أبي سَبرة: يزيد بن

مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بنُ مرَان (٢) بن

جعفي الجُعفي الكوفي، وفد أبو سَبرة إلى النبي- عليه السلام- ومَعه

ابناه: سَبرة، وعزيز، فقال له النبي- عليه السلام-: " ما اسمك؟ "

قال: عزيز قال: " لا عزيز إلا الله، أنت عبد الرحمن (٣) فأسلموا.

سمِعَ خيثمةُ: عبدَ الله بن عُمر، وابن عَمرو، والبراء بن عازب،

وغيرهم من الصحابة والتابعين. روى عنه: أبو إسحاق السبيعي،

وطلحة بن مصرف، والأعمش، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم.


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) في الأصل: " مروان " خطأ.
(٣) أحمد: في مسنده (٤/١٧٨) ، وابن سعد: في طبقاته (٦/٢٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>