للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة. روى عنه: القعقاع بن حكيم. روى له: مسلم، وأبو داود،

والترمذي، والنسائي (١) .

قوله: " فآذني " بالمدّ- أي: أعلمني؛ أمر من آذن يُؤذِن إيذانًا،

فاجتمعت نون الكلمة مع نون الوقاية فأدغمت إحداهما في الأخرى.

قوله: " فا " ملت عليَ " يُقال: أملّ عليه، وأملى عليه، واملل علمه إذا

لقنه ما يكتبه. " (٢) واستدل به بعض الشافعية أن صلاة العصر ليست هي

الوسطى؛ لأن العطف يقتضي المغايرة؛ لأن قوله: " وصلاة العصر "

معطوف على قوله: " على الصلوات " لأنه هكذا هو في الروايات.

والجواب عن هذا: أن هذه قراءة شاذة لا يحتج بها، ولا يكون لها حكم

الخبر عن رسول الله؛ لأن ناقلها لم ينقلها على أنها قراَن، والقرآن لا يثبت

إلا بالتواتر بالإجماعَ.

قلت: يحوز أن يكون العطف فيه كالعطف في قول الشاعر

إلى الملك القَرم وابن الهمام ... وليث الكَتِيبة في المُزدحم

فقد وُجد العطفُ هاهنا مع اتحاد الشَّخص، وعطف الصفات بعضها

على بعض موجودٌ في كلام العرب كثيرٌ.

٣٩٥- ص- حدثنا محمد بن المثنى: نا محمد بن جَعفر: ثنا شعبة:

حدثني عَمرو بن أبي حكيم. قال: سمعت الزبرِقَانَ يحدث عن عروة بن

الزبير، عن زيد بن ثابت قال: كان رسولُ الله- عليه السلام- يُصلِّي

الظهرَ بالهَاجرَة، ولم يكن يُصَلِّي صلاةً أشدَّ عَلى أصحاب النبيِّ- عليه

السلام- منهَا، فنزلت (حَافظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الوُسطَى) وقال:

" إن قبلَها صلاتينِ، وبَعدها صَلاتينِ " (٣) .

ش- محمد بن جعفر- الهذلي مولاهم البصري، المعروف بغندر،

وقد ذكر غير مرة، وكان شعبة بن الحجاج زوج أمه.


(١) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٣٤/٧٧١٢) .
(٢) انظر: شرح صحيح مسلم (٥/١٣٠- ١٣١) .
(٣) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>