للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصبح والعصر. ويقال: الجماعة. فهذه عشرة أقوال؛ وأصحها:

العصرُ؛ للأحاديث الصحيحة، والباقي بعضها ضعيف، وبَعضها غلط.

وفي المراد بالصلاة الوُسطى ثلاثة أقوال؛ أحدها: أنها أوسط الصلوات

مقدارا، والثاني: أنها أوسطها محلاّ، والثالث: أنها أفضلها، وأوسط

كل شيء أفضله؛ فمَن قال: الوُسطى: الفُضلى جاز لكل ذي مذهب أن

يَدّعيه، ومن قال: مقدارا فهي المغربُ؛ لأن أقلها: ركعتان، وأكثرها:

أربع. ومَن قال: محلاَ ذكر كل أحدٍ مناسبة يوجه بها.

قوله: " ملأ الله بيوتهم " جملة دعائيّة إنشاء في صورة الإخبار؛ والمعنى:

اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارَا؛ ومثل هذه الجملة لا محل لها من

الإعراب؛ وقد عرف أن الجملة ما لم تقعِ في موقع المفرد لا تكتسب

إعرابًا؛ لأن الجملة من المبنيّات. وإنما جمع فيه بين البيوت والقبور ليعتم

عليهم العذاب في الدنيا والآخرة، وخصّص النار لأنه أكبر أنواع العذاب.

والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

٣٩٤- ص- نا القعنبيُّ، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن

حكيم، عن أبي يُونس مولى عائشةَ رضي الله عنها، أنه قال: أَمَرتنِي عائشةُ

أن أكتبَ لها مُصحفًا وقالت: إذا بلغت هذه الآيةَ فآذنَي (حَافظُوا عَلَى

الصَّلَوَات وَالصَّلاَة الوُسطى) (١) فلما بلغتُها آذنتُها فأملَت عَلً: حافظُوا

عَلَى الصَّلًوات والَصَّلاةِ الوُسطَى وصَلاة العَصرِ وقُومُوا لله قانتينَ، ثم قَالت

عائشةُ: سمعتُهَا من رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (٢) .

ش- أبو يونس مولى عائشة- رضى الله عنها-. روى عن:


(١) سورة البقرة: (٢٣٨) .
(٢) مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: الدليل لمن قال الصلاة
الوسطى هي صلاة العصر (٦٢٩) ، الترمذي: كتاب تفسير القراَن، سورة
البقرة (٢٩٨٢) ، النسائي: كتاب الصلاة، باب: المحافظة على صلاة العصر
(١/٢٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>