للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صَلاة ما انتظرتُمُ الصلاةَ، ولولا ضُعفُ الضَّعيفِ، وسِقَمُ السَّقِيم

لأخرتُ هًذه الصلاةَ إلى شَطرِ الليلِ " (١) .

ش- أبو نَضرة: منذرُ بن مالك العَوَقي- بفتح العين وفتح الواو

وبالقاف- العبدي البصري.

قوله: " فلم يخرج " أي: لم يخرج لصلاة العتمة حتى مَضى نحو من

شطر الليل؛ يَدُل عليه ما روى ابن ماجه هذا الحديث من رواية داود بن

أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أن النبي- عليه السلام-

صلى المغربَ ثم لم يخرج حتى ذهبَ شَطرُ الليل، ثم خرج فصلى

بهم/وقال: " لولا الضَعيفُ والسقيمُ لأحبَبتُ أن أُؤخر هذه الصلاة إلى

شَطر الليل "

قوله: " حتى مضى نحوٌ " أي: مثل " من شطر الليل " أي: نصفه

وارتفاعه على أنه فاعل مضى.

قوله: " مقاعدكم " المقاعد: مواضع قعود الناس في دورهم وغَيرها.

والمضاجع: جمع مضجع، وهو موضع النوم.

قوله: " إن الناس قد صلُّوا " المراد منهم: المسلمون الذين لم يحضروا

صلاة العتمة في هذه الليلة مع النبي- عليه السلام-، فلهذا خاطب

الحاضرين بقوله: " إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة " أي:

مادُمتم منتظرين الصلاة.

قوله: " ولولا ضُعف الضعيف وسقم السقيم " أي: لولا الضعف

والسقم مَوجودان بَين الناس لأخرتُ هذه الصلاة- أي: صلاة العتمة-

إلى نصف الليل كل وَقت؛ ولكن تركه لوجود الضعف والسقم؛ لأن

" لولا " لانتفاء الثاني لوجود الأول؛ نحو: لولا زيد لهلك عَمرو؛ فإن

هلاك عَمرو مُنتفٍ لوجود زَيد، وأما " لو " فإنه لانتفاء الثاني لانتفاء

الأول؛ نحو: لو جئتني لأكرمتًك؛ فإن الإكرام منتفٍ لانتفاء المجيء.


(١) النسائي: كتاب المواقيت، باب: آخر وقت العشاء (١/٢٦٨) ، ابن ماجه:
كتاب الصلاة، باب: وقت صلاة العشاء (٦٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>