للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان فيما علَّمني: " وحَافظ على الصلَوات الخَمسِ ". قال:

قلتُ: إنَ هذه ساعات لي فيها أشغالٌ، فأمرنِي (١) بأمرٍ جَامعٍ إذا أنا فعلته

أجزَأ عنِّي، فقال: " حًافظ عَلَى/العَصرَينِ " - وما كانت من لُغَتِنا- فقلتُ:

وما العَصرانِ؟ قال: " صَلاةٌ قبل طُلوع الشمسِ، وصلاة قبلَ غُروبِهَا " (٢) .

ش- عَمرو بن عون: الواسطي البزاز، وخالد: ابن عبد الله

الواسطي، وأبو حرب بن أبي الأسود ظالم بن عمرو الديلي.

وعبد الله بن فضالة الليثي. روى عن: أبيه. روى عنه: أبو حَرب

وغيرُه. روى له: أبو داود (٣) .

وفضالة الليثي الصحابيّ، اختلف في اسم أبيه. فقيل: فضالة بن

عبد الله. وقيل: ابن وهب بن بجرة بن يحيى بن مالك الأكبر الليثي.

وقال بعضهم: الزهراني، يُعدّ في أهل البصرة. حديثه عن النبي- عليه

السلام- هذا الذي رواه أبو داود. روى عنه: ابنه: عبد الله. روى له:

أبو داود (٤) .

قوله: " إن هذه ساعات " أشار بها إلى أوقات الصلوات الخَمس.

فوله: " فأمرني بأمرٍ جامعٍ " أي: جامع لأشياء كثيرة من الخيرات.

قوله: " إذا أنا فعلته أجزأ عني " أي: إذا فعلتُ ذلك الأمر الجامع أجزأ

عني، أي: كفى عني، يُقال: أجزأني الشيء أي: كفاني، ثم فسّر

ذلك الأمر بقوله: فقال: " حافِظ على العَصرين " أي: واظب عليهما

وأدّهما في وَقتيهما مع الجماعة. وحاصل كلام فضالة ومَعناه: أني إذا

واظبتُ على العَصرين كل واحد في وقته المُستحب مع الأداء بالجماعة أجزأ

عني فيما يقع عني من التقصير في غير الصلاة من طاعة الله تعالى من

أبواب الفضائل والقُربات، ويحتمل أن يكون المعنى: أجزأ عني إذا


(١) في سنن أبي داود: " فمرني ".
(٢) تفرد به أبو داود.
(٣) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (١٥/٣٤٨٢) .
(٤) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (٣/١٩٨) ، أسد الغابة
(٤/٣٦٤) ، الإصابة (٣/٢٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>