قوله: " ميتا " حال من الضمير المنصوب في " دفنتُه "، وقد ذكرنا أنه
دُفِن في شرقي غور بَيسَان سنة ثمان عشرة.
قوله: " كيفَ بكم؟ " أي: كيف شأنكم وحالكم؟ وقد استقصينا
البحث في " كيف " مرةَ، وأنه اسم، والغالب فيه الاستفهام، والباء في
" بكم " زائدة؛ لأنه أتى بها للتوصل حين ترك الضمير المنفصل، وجيء
عوضه بالضمير المتصل؛ لأن أصله: كيف أنتم؟ فأنتم: مُبتدأ، وحبرُه:
كيف مقدّما، ومعناه: كيف شأنكم؟ - كما قلنا.
قوله: " لغَير ميقاتها " أي: في غير وقتها. وهذا يرد قول الشيخ محيى
الدين في تفسير الحديث السابق " ولم يؤخرها أحد منهم عن جميع
وقتها "، وقد نبهنا عليه هناك.
قوله: " سبحة " - بضم السين وسكون الباء- والسبحة: ما يصليه المرء
نافلة من الصلوات، ومن ذلك سُبحة الضُحَى، وقال بعضهم: إنما
خُضت النافلة بالسُبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التَّسبيح؛ لأن
التَّسبيحات في الفرائض نوافل. فقيل: الصلاة النافلة: سُبحة؛ لأنها
نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة، وقيل في قوله تعالى:
(فَلَولاَ أَنَّهُ كَانَ منَ المُسبِّحِينَ) (١) أي: المُصلَين، وسُفيت الصلاة:
سُبحةَ وتسبيحَا؛ لما فيها من تعظيم الله وتنزيهه، ولم يفرق هؤلاء بين
فريضة ونافلة؛ والسُّبحة من التَّسبيح كالسُخرة من التَّسخير، تطلق على
الذكر وعلىَ صلاة النافلة، وعلى خرَزاتِ يُسَبح بها؛ وأصل التَسبيح:
التنزيه؛ ومعنى سبحان الله: التنزيهُ لله. وفيه الفوائد التي ذكرناها في
الحديث السابق.
٤١٥- ص- نا محمد بن قدامة بن أعين: نا جريرٌ، عن منصور، عن
هلال بن يَسَاف، عن أبي المثنى، عن ابن أخت عبادة بن الصامت، عن عبادة
ابن الصامت ح ونا محمد بن سليمان الأنباري: نا وكيع، عن سفيان، المعنى،
(١) سورة الصافات: (١٤٣) .