للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَامنُوني بحائِطِكُم هذا " فقالوا: واللهِ لا نَطلُبُ ثمنَه إلا إلى اللهِ تعالى. قال

أنسٌ: وكَان فيه ما أقُولُ لكم، كانت فيه قُبورُ المُشرِكينِ، وكانت فيه خَرِبٌ،

وكان فيه نَخلٌ، فأمرَ رسولُ الله بقُبُورِ المشركين فنُبِشَت، وبالخَرب فسُوَيت،

وبالنخلِ فقُطِع، فصفوا النخلِ قِبلةً للمسجد، وجَعَلُوا عَضادَتَيهِ حِجارةً،

وَجَعلُوا يَنقُلُونَ الصخرَ وهم يرتَجِزُون والنبيّ- عليه السلام- معهم وهو

يقولُ:

اللهم إن الخيرَ خيرُ الآخرة ... فانصرِ الأنصارَ والمُهاجرَه (١)

ش- عبد الوارث: ابن سعيد العنبري البصري، وأبو التياح: يزيد بن

حُمَيد الضُّبَعي.

قوله: " قدم رسول الله المدينة " قال الحاكم: تواترت الأخبار بورود

النبي- عليه السلام- قباء يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول. وقال

محمد بن موسى الخوارزمي: وكان ذلك اليوم: الخميس، الرابع من

تيرماه، ومن شهور الروم: العاشر من أيلول سنة سبع مائة وثلاثة

وَثلاثين لذي القرنين. قال الخوارزمي: من حين مولده إلى أن أُسري به:

أحد وخمسون سنة، وسبعة أشهر، وثمانية وعشرون يومًا، ومنه إلى

اليوم الذي هاجر: سنة وشهران ويوم؛ فذلك ثلاثة وخمسون سنة،

وكان ذلك يوم الخميس. وفي " طبقات ابنا سَعد ": أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

خرج من الغار ليلة الاثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول، فقالَ:

يوم الثلاثاء بقُديد، وقدم على ابن عَمرو بن عَوف للَيلتين (٢) خلتا من

ربيع الأول، ويُقال: لاثَنتي عشرة ليلةً خلت من شهر ربيع الأول، فنزل


(١) البخاري: كتاب الصلاة، باب: هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ
مكانها مساجد (٤٢٨) ، مسلم: كتاب الساجد ومواضع الصلاة، باب:
ابتناء باب مسجد النبي (٩/٥٢٤) ، النسائي: كتاب المساجد، باب: نبش
القبور واتخاذ أرضها مسجداً (٧٠١) ، ابن ماجه: كتاب المساجد والجماعات،
باب: أين يجوز بناء المسجد (٧٤٢) .
(٢) في الأصل: " لليتين ".

<<  <  ج: ص:  >  >>